الملخص
يهدف البحث إلى دراسة شعر علي النعمي الذي شكّل مسرحاً مشرعاً تنافذت فيه الفنون وأفادت من بعضها البعض ، فقد جاء شعره منفتحاً على الفنون الأدبية فظهرت من خلاله المسرحية والقصة في قالب الشعر حيث بدأ واضحاً وجلياً تماهي تلك الفنون وسيرها جنباً إلى جنب لتشكل معاً اكتمال العناصر من خلال توظيفها في شعره. وقد اعتمدت هيكل البحث التالي بعد أن تحقَّقت لدي جدوى دراسة هذه الظاهرة في شعر علي النعمي من خلال تحقُّق باعثين , أحدهما علميٌّ وهو وفرة نماذج هذه الظاهرة في شعره, والآخر إجرائيٌّ , وهو انتفاء دراسة هذا الموضوع دراسة أكاديمية مستقلة , وقد جاء تقسيم البحث بناءً على ما تقتضيه مادته العلمية إلى فصلين وستة مباحث يحمل كل مبحث عدداً من المطالب, حيث جاء الفصل الأول يبحث عن توظيف العناصر المسرحية في شعر النعمي واشتمل على أربعة مباحث : ( الحوار , تعدد الأصوات , تعدد الشخصيات ، الصراع الدرامي) بينما جاء الفصل الثاني يدرس توظيف العناصر القصصية في شعره وقد اشتمل على مبحثين : ( السرد , الوصف) ويسبق الفصلين مقدمة ثم تمهيد وتعقبهما الخاتمة : ويحاول هذا البحث الوقوف على واحدة من التجارب الشعرية المهمة في المملكة العربية السعودية , وخاصة من حيث اهتمامها باستغلال التقنيات والوسائل التعبيرية والإيحائية الحديثة , وهي تجربة الشاعر ( علي النّعمي ) –رحمه الله- الذي كانت له عناية فائقة في شعره بالبناء (الدرامي) وتوظيف عناصر المسرح والقصة في قصائده الشعرية ولعل هذا يكشف عن نزعة (درامية) في تفكير الشاعر ورؤيته للعالم من حوله , مما جعله يحاول الإفادة من العناصر (المسرحية والقصصية) , لإثراء تجربته الشعرية, ومدّها بالوسائل التي تحقق لها جانب الشعرية من ناحية , وجانب التأثير من ناحية أخرى.
