النشــاط الاقتصــادي لمينــاء ضبــاء وأثــره في الحيــاة الاجتماعيــة 1343 – 1373هـ / 1924 – 1953م من خلال الوثائق المحلية
مؤلف
البلادي، أمل علي عايد
الملخص
يعد ميناء ضباء من أهم الموانئ التي شاركت في البناء الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، لكونه نافذة لنشاط تجاري حيوي على العالم الخارجي، كما كان أحد الروافد التي تدر أموالاً لا غنى لخزينة الدولة عنها، خلال الحكم العثماني للحجاز وكذلك أثناء حكم الأشراف للمنطقة. وكان لدخول الحجاز في حكم الملك عبد العزيز آل سعود عام 1343هـ/1924م، أثر مباشر في تطور ميناء ضباء، وزيادة النشاط التجاري فيه، كما توثقت علاقة ميناء ضباء بغيره من الموانئ، سواء الموانئ الحجازية على ساحل البحر الأحمر الشرقي، أو الموانئ المصرية والسودانية على ساحل البحر الأحمر الغربي . هذه العلاقة جعلت من ميناء ضباء حلقة من حلقات التواصل الاقتصادي الذي ينمو ويزدهر برسو السفن التجارية في الميناء وتفريغها لأنواع عديدة من البضائع والسلع التجارية على أرصفة الميناء، وفي المقابل تشحن من ضباء مواد غذائية وسلع استهلاكية لا يمكن الاستغناء عنها. ولذلك كان ميناء ضباء مكاناً ملائماً لتجمع البضائع وتوزيعها على مناطق عديدة، سواء في القرى والبوادي التابعة لضباء، أو في منطقة تبوك والمنطقة الشمالية التي كانت تعتمد على ضباء اعتماداً كبيراً في حصولها على كل ما تحتاجه من مؤن ومواد غذائية وسلع استهلاكية بشكل مستمر. كما كان لميناء ضباء جهاز إداري، يقوم على إدارة الميناء، وجهاز مالي يقوم على جمع الرسوم المفروضة على السفن التي ترسو في الميناء وعلى البضائع المختلفة ويتم إرسالها إلى مالية ضباء والتي تقوم بدورها بإرسالها إلى وزارة المالية، ونتيجة للنشاط التجاري الناجح الذي قام به ميناء ضباء تحسنت الأحوال المعيشية للسكان في ضباء، وتوفرت الوظائف الحكومية، بعد أن كان أهالي ضباء يعملون في صيد الأسماك والتجارة فقط. ولضباء نشاط تجاري بري، بالإضافة إلى التجارة البحرية، فقد ارتبطت بهذه التجارة مع بلاد الشام وخاصةً منطقة الأردن وفلسطين. ونتج عن ذلك مؤثرات اجتماعية مختلفة ظهرت على سكان ضباء، ومن ذلك بعض العادات والتقاليد والألفاظ ونماذج البناء. ولطائفة التجار دور كبير في تطور المجتمع في ضباء، وذلك لكونهم يقدمون لفئات المجتمع المختلفة ما تحتاج إليه من سلع يستوردونها من ميناء جدة أو من مصر أو بلاد الشام، كما أنهم ارتبطوا بعلاقات وطيدة بسكان ضباء وما حولها. وهكذا كان للظروف الاقتصادية والاجتماعية دور كبير في تطور المجتمع في ضباء، كما أنها جعلت من ضباء ميناء بحرياً يقوم بدور مهم في المشاركة في بناء الكيان الاقتصادي للمملكة العربية السعودية
