الامتيازات الأجنبية وأثرها على استقلال المغرب الأقصى 1273 – 1330هـ
مؤلف
المطلق، هند محمد العبد الله.
الملخص
عاش المغرب الأقصى إبان القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الهجري (القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي) مجموعة من التحولات التي فرضها عليه الواقع السياسي آنذاك، إذ وُجد في مواجهة مع المد الاستعماري الذي كان يداهمه من الضفة الشمالية للبحر المتوسط. وقد ازداد تهديد الاستعمار لوحدة المغرب وسيادته باحتلال فرنسا للجزائر عام 1246هـ (1830م) وخاصة المناطق الشرقية من حدوده. وقد تميزت هذه المرحلة من تاريخ المغرب بمجموعة من الخصوصيات، كإعادة النظر في بنيته التقليدية المُتَجاوَزة، وضرورة إدخال تنظيمات حديثة على جميع مكوناته المخزنية، وكان ذلك بغية التصدي للمد الأوروبي الاستعماري في سبيل المحافظة على الوحدة الترابية للبلاد. وفي المقابل تبنت الدول الأوروبية مجموعة من الوسائل لشل توجهات المخزن المغربي للمحافظة على استقلال المغرب وحاولت إخضاع البلاد كمنطقة جغرافية ضمن المناطق الأخرى من الضفة الجنوبية المتوسطية للتنافس الأوروبي وجعلتها تعاني من التكالب الاستعماري الذي سخر مجموعة من السبل لتحقيق أهدافه بالمغرب؛ فتميزت هذه المرحلة بهيمنة بعض القضـايا والنظم التي شكلت كينونته، وأثرت في واقعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني.