أهداف البحث: عند دراستي لمباحث هذا الموضوع ومسائله، وضعت لي أهداف ثلاثة كنت أصبوا لتحقيقها وإنجازها، وهي: 1-إيجاد دراسة علمية في هذا الموضوع تعتني بمباحثه ومسائله، وتلم شعث الموضوع وتفرقه في عدد من أبواب الفقه. 2-الإلمام بأحكام المال المفقود لما له من أهمية في التنظير الفقهي والتطبيق الواقعي. 3-المساهمة في تبصير الكثير من الناس بأحكام هذا الباب من العلم وشرحه لهم، فمثلاً في مسألة: فقد الإنسان لنفقة حجه بعد وجوبه عليه أو فقده أضحيته بأن هربت منه أو فقده للمبيع بعد أن انعقد البيع، كل هذه المسائل وغيرها تمر على كثير من الناس، فاحتاجت هذه المسائل لمزيد عناية لتبصير الناس بأحكام دينهم وتعاليمه. * أهمية الموضوع: لقد اهتم الفقهاء- رحمهم الله تعالى –بقضية المال واعتنوا به عناية كبيرة بأن أفردوا له ربع الأبواب الفقهية وهو ربع المعاملات. ومن هذه العناية تنطلق أهمية دراسة "" أحكام المال المفقود"" فالمال يمثل إحدى الضرورات الخمس التي قام الشرع على الحفاظ عليها ورعايتها، فتكاثرت النصوص في أهميته وضرورة العناية به بصور شتى وأشكال عديدة. قال تعالى              ••    (1)، وقوله تعالى              ••     (2)، وقوله تعالى           (1) سورة النساء : آية (29) (2) سورة البقرة : آية (188)      •  (1)وقوله تعالى                    (2)، وقد نهى صلى الله عليه وسلم بلفظ صريح عن إضاعة الأموال والعناية بصرفها في مصارفها الشرعية , قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله كره لكم ثلاثاً : قيل وقال , وإضاعة المال , وكثرة السؤال)(3)،ونبه صلى الله عليه وسلم على أهمية مراعاة جوانب الحفظ المعنوية، فقال صلى الله عليه وسلم ( البيعان بالخيار مالم يتفرقا , فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما , وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما )(4) وغيرها من نصوص القرآن الكريم أو السنة المطهرة. ويكتسب هذا الموضوع أهميته أيضاً من ضعف المعرفة العلمية لأحكام المال المفقود لدى عدد من الناس، فمثلاً: حين يفقد المرء شيئاً من ماله فيعرض عليه أخر بشراء هذا المفقود، فهل يجوز هذا العقد أم لا ؟؟ حين يتعرض عدد من الناس لفقد أمتعتهم وأموالهم في موسم الحج فيواجهون بذلك حرجاً في إكمال نسكهم أو عدم القدرة على تحصيل الهدي الواجب عليهم، فما الحكم الشرعي لهم في هذه الحالة ؟؟ حين يريد صاحب المال المفقود البحث عن ماله، فما هي الحدود والضوابط الواجب مراعاتها حين البحث ؟؟؟ إن جمع ما تفرق من مسائل هذا الموضوع المنتشر في غالب أبواب الفقه عمل ضروري لحاجة الناس لفهمه وإدراكه بتوضيحه لهم وشرحه.