فإن المجتمع الإنساني منذ بدايته تميز بالتعاون بين أفراده في أمور حياتهم المختلفة، بل كان التعاون بين الناس أساساً للتكافل الاجتماعي والحياة الجماعية وكان لزاماً مع هذا النمط من الحياة أن تظهر بينهم المشاكل والخصومات التي غالباً ما ينشأ عنها الكثير من الجرائم في جميع مجالات الحياة، مما دفع بهم إلى البحث عن الحلول وإيجاد الأنظمة والقوانين التي تحقق العدالة والمساواة وتدفع الظلم وترد الظالمين ولقد قدمت الشريعة الإسلامية بنظامها المتميز ومبادئها المتينة وقواعدها المستمدة من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله  الحلول المثلى لمعالجة هذه الجرائم بل قدمت مع ذلك وسائل الحماية والوقاية منها وأساليب دفعها وردها ولا غرابة في ذلك لأنها شريعة خالدة تواكب العصور والأزمان وتجاري الأحداث والتطورات .