الأسرة الزبيرية ودورها السياسي خلال القرن الأول الهجري / تأليف نادية عالم قربان.
تتناول هذه الدراسة الأسرة الزبيرية ودورها السياسي خلال القرن الأول الهجري، وهي من الدراسات المهمة التي ظهرت الحاجة إلى تناولها وبحثها بطريقة علمية متعمقة، وذلك لما لهذه الأسرة من تأثير على مجريات الأحداث السياسية في التاريخ الإسلامي، وقد اقتصرت الدراسات السابقة على إظهار دور بعض أفراد الأسرة بنظرة عامة لم تتوخ تفاصيل الأسرة ككل، وجاءت أخبارهم متفرقة، وتهدف الدراسة إلى معرفة المساهمات الفعالة لهذه الأسرة داخل وخارج جزيرة العرب منذ العصر الجاهلي، فقد كانت تمتلك السيادة في مكة وتهيمن على ولاية البيت الحرام دون بقية قبائل العرب، ثم دورها في عهد الرسول ومساندته، وكذلك في عهد الخلفاء الراشدين بدءاً من الخليفة أبي بكر الصديق في حروب الردة وفي الجهاد خارج الجزيرة، واشتراك عدد من أفراد الأسرة في المعارك التي خاضها عمر بن الخطاب ، ومن ثم وقوفها بجانب عثمان بن عفان حتى مقتله ثم المناداة بأخذ الثأر له، معارضين علي بن أبي طالب ، ثم في عهد الدولة الأموية حيث كان موقفهم معارضاً للأمويين فقد قاموا بتأليب الناس عليهم ، فكان الصراع بين الحجاز والشام في الاحتفاظ بكرسي الخلافة الذي انتهى بمقتل عبد الله بن الزبير ، وكان مقتله آخر فصول الدور السياسي لآل الزبير. وقد اتبع في هذه الدراسة منهج البحث التاريخي القائم على جمع المادة العلمية من المصادر الأولية والمراجع المتوفرة حول الموضوع، ثم تحليل المادة العلمية ونقدها والمقارنة بين الحقائق التاريخية للوصول إلى أهم وأبرز النتائج، التي تتلخص في إظهار دور الأسرة الزبيرية بصورة أشمل مما توصلت إليه كثير من الدراسات السابقة حول هذا الموضوع، مع بيان الأسباب التي لم تمكنها من الاحتفاظ بالخلافة ومنها: وفرة موارد الدولة الأموية وقلة موارد ابن الزبير، وعدم إنفاقه على أصحابه وقت الشدة ، وقلة دهاء ابن الزبير وقلة خبرته بفنون الحرب، إضافة إلى حصار الأمويين له في زمن الحج.وقد استخلصت أهم نتائج البحث التي من أهمها: بقاؤه في الحجاز، وعدم الخروج لمساندة من ساعده، ورفضه دعوة الحصين بن نمير في الذهاب إلى الشام، ووضع ثقته في رجال غير مؤهلين لها، إضافة إلى موقفه من المختار الذي أدى إلى ظهور الحزب الشيعي، ما كان له أثر في إضعاف ابن الزبير.