الأطول على تلخيص المفتاح لعصام الدين إبراهيم الأسفراييني / إعداد محمد بن عبد الرحمن الخراز.
ونَصَب الكتابةَ علامةً على افتتاحةٍ باقيةٍ على مديدٍ من صفحة الدهر الغير المتناهي ؛ إذ التيمُّن باسم اللَّه والافتتاح بحمده أجلُّ مَنْقَبَةٍ بها الرَّجل يُباهِي ،وبأجلّة أئمة( ) الدين واليقينِ يُضَاهِي . ومع كون تلك الكتابةِ تِلْكَ العلامةُ على الحمد الحميد شُكْرٌ عظيمٌ لا يخفى على شاكر رشيد ؛ لأنه فِعْلٌ ينبئ عن تعظيم المنعم وتمجيدِ الكريم الملهِم . وجَعَلَهُما جُزءاً من الكِتَاب الذي هو : العباراتُ المفيدةُ للمقاصد المكتوبةُ بين الدفتين؛ على ما هو المختار . أو هو نقوشُ الكتابة( ) ؛ِ على احتمال مّا =( )[2/ب] إتماماً للاقتداء بالكلام ، وإيماءً للذكي الفهَّام أنَّ الحمدَ والبَسملةَ أيضاً كسائر ما بين الدَّفتين في إيجاب الحمد ، فَيَعْجَزُ كلُّ ذي مِنَّةٍ عن أداء محامِدِهِ ،[ بل شمة] ( ). ولا يَرِيبك فيما ألفيت ممَّا ألقيتُ عليك أنه مَبْنِيٌّ على جعل اللام في : الحمد ، للاستغراق( ) ، وقد جَعَله العلاّمةُ الزمخشريُّ علامةَ تعريف الجنس ( ) ، فلا يُوثق به؛ لأنه صرح بأنّ في هذا النظم دلالةً على اختصاص الحمد به تعالى ، فهو لا يَتحاشى عن إفادة الاختصاص . وأن يتحاشَ فبناءً على قاعدة الاعتزال من أنَّ العباد هم الخالقون لأفعالهم ؛ فالحمدُ على أفعالهم ليس حمداً له تعالى .