الخلافات النحوية في المنصوبات في شرح الرضي على الكافية / إبراهيم بن حسين بن علي صنبع ؛ إشراف سعد بن حمدان بن محمد الغامدي.
فيعد الرضي الاستراباذي المتوفي ٦٨٨هـ أبـرز علمـاء القـرن الـسابع الهجري، فقد استوعب هذا العالم مسائل النحو وأبدع في فن الصرف. فاهتم بما ألّفه ابن الحاجب في النحو والصرف فجعله ميداناً أبرز فيه ذكاءه في العِلْمـين، ولعـلّ شرحه في النحو ينم عن عبقرية هذا العالم في تحليل متن الكافية فاستنبط منها قواعد العلم وأبرز أصوله، فأتى بتحقيقات لم يسبق إليها، فاستقل برأيـه فـي كثيـر مـن المسائل مما جعله رافداً أساسياً من روافد الدرس النحـوي بمميـزات وخـصائص جديدة فضلاً عن توظيفه المعنى في بناء النظرية النحوية، ولعلّ مـن المناسـب أن نذكر شيئاً عن الإشادة بهذا العالم وشرحه، يقول الشيخ محمـد الطنطـاوي: ""هـذا الشرح قد جمع بين دفتيه قواعد النحو وأسرارها بابتكار يدل على تعمق في النحـو واستكشاف لمخبآته وإحاطة بأوابده، ويعجبني منه ولوعه بضم الأنواع في محالاوته التي يعنى فيها بلم أطراف الكلام الذي يراد التقعيد له، حتى لا يدع باباً إلا قـضى وطر العلم فيه، هذا من ناحية التأليف، أما من ناحية الفن فإنّه ليس في شرحه جماعاً وإنما هو الفيصل تستحكم الفكرة عنده فيبرزها مدعومة بالدليل النقلي والنظري غير متحيز إلى مذهب خاص من المذاهب الأربعة السابقة وإن كان في الجملة بـصري الاتجاه، فقد يرتضي مذهب الكوفيين أحياناً إذا صح لديه حكمته"".٢ ولما كان الباحث راغباً في الجدة والابتكار لمرحلة الدكتوراه فإنه يرغب أن يأخذ دراسة آراء هذا العالم∗ وغيره من العلماء متقدمين ومتأخرين من خلال بـاب المنصوبات الذي يمثل بعداً كبيراً للنظرية النحوية، ولما كان الباحث قد قرأ أبوابـاً منها، وجد الرضي يعرض خلافات كثيرة في تراكيب وأعاريـب وعوامـل هـذه الأبواب وإن كان المصطلحات والحدود لا يحظى باهتمام كبير عنده بحكم استقرارها منذ القرنين الثالث والرابع على يد البصريين والكوفيين؛ لذا كان الخـلاف حولهـا يسيراً؛ مما يجعل الباحث يتنقل بين هذه الخلافات ويرى كيفية معالجة الرضي