المجاورون في مكة وأثرهم في الحياة العامة خلال القرن السادس الهجري

مدى
1 item
نوع الرسالة الجامعية
$aأطروحة (ماجستير)-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية العلوم الاجتماعية، قسم التاريخ والحضارة، 1428 هـ.
الملخص

وقد تعددت فئات وأجناس المجاورين فكان منهم الرجال والنساء ، الفقهاء والعلماء ، والأدباء والشعراء ، ولم يكن هؤلاء من إقليم إسلامي واحد بل من مختلف أقاليم العالم الإسلامي ، كما تعددت الأماكن التي سكنوها واختلفت حسب المستوى المادي لهم ، وتفاوتت مدة إقامة المجاورين من شخص لآخر تبعاً لاتساق الأحداث وتبدل الظروف ورغبة المجاور. وكان لوجود أعداد كبيرة من المجاورين ولفترات طويلة الأثر الكبير في تكوين علاقاتهم المختلفة سواء كانت فيما بينهم ، أو بعامة الناس، أو بأهل السلطة . ولم يكونوا جميعاً في مستوى اقتصادي واحد بل كان منهم الأغنياء ومنهم الفقراء ، ولهذا اهتم بهم أهل السلطة والمحسنون والأثرياء بإرسال صدقاتهم ، وإيقاف أوقافهم ، وتعمير الأربطة لهم . ولم يكن المجاورون بمعزل عن الأوضاع العامة في مكة الدينية والسياسية والاقتصادية وغيرها ، فقد كانت عامل جذب للمجاورين حيناً وطرد لهم حيناً آخر وفقا للمتغيرات التي تطرأ على الحياة العامة داخل مكة أو خارجها . وقد اختلط أولئك المجاورون مع سكان مكة والتحموا بالمجتمع وأصبحوا يشكلون جزءاً من هيكلها الاجتماعي ، مما كان له أثر ملموس في الحياة العامة بمكة ، وفي مقدمتها الحياة العلمية فقد جاور فيها عدد من العلماء الذين لهجت بذكرهم الألسن وشغف بعلمهم طلاب العلم حتى تجاوزت شهرتهم مكة حيث ذائعة في أمصار إسلامية كثيرة ،وفي جنبات المسجد الحرام الرحبة وجد كثير منهم فرصاً مثلى لإقامة العديد من الحلقات العلمية ، وكذالك مارسوا التدريس في المدارس ، وأيضاً في الأربطة التي لم يقتصر دورها على إيواء البعض منهم ولكن مارسوا فيها أيضاً نشاطهم العلمي ، وهذا بطبيعة الحال قد أسهم في تأهيل وتثقيف عددا من أبناء أهل مكة وغيرها ، وقد تمثل نشاطهم العلمي أيضاً في منح الإجازات وتأليف العديد من الكتب والمؤلفات في أرض مكة .