المكان في شعر جميل بثينة دراسة أدبية /

تاريخ النشر (نص حر)
2008
مدى
1 item
نوع الرسالة الجامعية
أطروحة (ماجستير)-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1428 هـ.
الملخص

فالمكان، هو القالب الذي يحوي الإنسان. ومشاعره ممزوجة بعادات وتقاليد مجتمعه. ويتشكل المكان – من منظور أدبي– من الظروف الاجتماعية والنفسية والبيئية التي يعيش فيها المبدع، ثم يصبح حاضراً في إبداعه الأدبي شعراً كان أم سرداً، كما هو حال الشعراء العذريين، الذين أسقطوا عواطفهم ومشاعرهم على المكان؛ فكان رمزاً لها. وجميل بن معمر العذري - المشهور بجميل بثينة- أحد شعراء الغزل العذري في العصر الأموي، وشعره محمل بمعاني الحرمان العاطفي، والألم والشكوى، وكل ما يعتلج في نفسه من مرارة الغزل العفيف وقوته وتأثيره، واستيلائه على قلبه، واستحواذه على كامل مجريات حياته، ولذا فإن ما ينسب لجميل من قصائد في أغراض الشعر الأخرى غير الغزل قليلٌ جداً، وتكاد تقتصر على أغراض المدح والفخر والهجاء وترد الأسماء والمفردات الدالة على المكان بكثرة في قصائد جميل، ليس بوصفها فضاء تقع فيه لقاءات هذا العاشق فقط ، بل لكونها ظواهر رئيسة في البيئة التي يعيش فيها، فيوظفها في الوصف والتعبير عن المعاني المذكورة أعلاه، ويأتي بها في جميع الصور التي يطرحها في نصه الشعري، كذكر الوشاة، وقسوة أهل الحبيبة، وتصوير الهيام والألم واللوعة، وتصوير الأماني، وتصوير السفر والترحال والتنقل؛ بحثاً عن منازل الحبيبة وغير ذلك، كما تشكل الذكريات ملمحاً رئيساً من ملامح شعره، ويؤدي المكان دوراً مهماً في ربط هذه الذكريات بالواقع.