يكتسب البحث أهميته من اتصاله بالتراث العربي أولاً، ومن أنه يضع هذا التراث أمام بعض المدارس البنيوية الحديثة مقابلاً بينه وبينها في منهج التفكير اللساني. فالتراث العربي بحاجة إلى قراءات متجددة شاملة لا تقف عند مسلمات تتردد ،ولكن تتصل بحقيقة المنهج ،وتبحث فيه من منطقه الداخلي. ولا تطبق عليه مبادئ علوم أخرى أو حضارات ومفاهيم مختلفة. لأنه نشأ في بيئته الخاصة. وهذا شأن كل مناهج الأمم ، التي ينبغي أن تفهم من خلال منطقها هي ،ولا تطبق عليها معطيات ومفاهيم حضارات تختلف عنها اختلافاً كلياً في النشأة والمفاهيم والفكر. ولا يمنع هذا من قيام دراسات تعتمد تلك المناهج إما بالمقابلة، أو بإعادة النظر في اللغة نفسها ووصفها.والتراث العربي لا يشار إليه في الفكر الغربي إلا نادراً أو بسرعة خاطفة. والعجب أنه إن أرخ الباحثون العرب لعلم اللغة فإنه أيضاً يتبعون نفس الطريقة ،ولا يدرجون التراث في سلسلة تاريخ علم اللغة إلا قليلاً . على الرغم من أنهم قد يشيرون إلى النحو الهندي واليوناني وما ذلك إلا لأنهم يستمدون من التراث الغربي في مجملهم ،ويتبعون باحثي الغرب في موضوعاتهم ومناهجهم.