ب فهذه دراسة للمسائل النحوية في كتاب من كتب غريب الحديث، وهو كتاب ""منال الطالب في شرح طوال الغرائب"" لمجد الدين ابن الأثير، وهي من متممات الحصول على درجة الماجستير في النحو والصرف. وتعتمد هذه الدراسة على دراسة عدد من مسائل النحو الخلافية على وجه الخصوص تلك التي برزت من خلالها آراء المؤلف النحوية في شرحه اللغوي لأحاديث الكتاب. والهدف من ذلك التعرف على مذهب ابن الأثير النحوي، والمقارنة بين النحو النظري لديه في كتابه ""البديع في علم العربية"" والجانب التطبيقي في ""المنال"" وقد اقتضت طبيعة البحث جعله في: تمهيد: فيه تعريف بالمؤلف وكتابه، ومن ثم الشروع في دراسة المسائل النحوية من خلال ثلاثة فصول: الأول: ويشتمل على أهم المسائل المتعلقة بالأدوات وحروف المعاني. والثاني: وفيه مسائل التراكيب. والثالث: وفيه المسائل ذات العلاقة بالأصول النحوية. ثم ختمته بخاتمة ضمنتها القيمة العلمية للمسائل، والمذهب النحوي للمؤلف اعتماداً على ما سبق من دراسة، وختمتها بأهم النتائج التي تمثلت فيما يلي: 1)ابن الأثير بصري النزعة على وجه العموم؛ لأنه أخذ برأي البصريين في كثير من المسائل, واستخدم مصطلحاتهم، وقد يرجح رأي الكوفيين بقلة، وقد يستقل برأي متفرد أيضاً. 2)ذُكر أن ابن الأثير كان متواريًا خلف شخصيتي الزمخشري و شيخه ابن الدهان ،وفي هذه الدراسة ما ينفي مثل هذا الحكم ، فقد رأيناه يخالفهما ،بل ربما يرد عليهما. 3)آراء ابن الأثير سهلة بعيدة عن تعقيدات النحاة وتفصيلاتهم، قريبة من فهم المتلقين . 4)عمق الثقافة اللغوية عند ابن الأثير كون لديه حساً لغوياً أفاد منه في الدراسة النحوية. 5)رغم أن المسائل النحوية ليست هدفاً للتأليف؛ إلا أنها قد أضافت الجديد المفيد لنحو ابن الأثير. 6)هناك تطابق كبير بين آراء ابن الأثير النظرية في كتابه""البديع"" وآرائه التطبيقية في ""المنال"". 7)اتسمت أغلب المسائل النحوية في الكتاب بالإيجاز في العرض، والاقتصار على موطن الشاهد ، بعيداً عن التأصيل والتفصيل . 8)بدت أهمية دراسة الجانب التطبيقي في معرفة النزعة النحوية، وعدم الاكتفاء بالجانب النظري، إذ تتكشف تماماً النزعة النحوية للمؤلف بعد دراسة الجانبين النظري والتطبيقي. 9)لم يأخذ ابن الأثير حظه من الدراسة عالماً نحوياً ، وقد يرجع ذلك إلى شهرته اللغوية الواسعة ، وقد يكون لتأخر نشر تراثه النحوي أثر في ذلك . 10)يعد كتاب""منال الطالب"" من الكتب التي جمعت بين النحو النظري والتطبيقي، بالإضافة إلى غزارة مادته اللغوية ،ووضوح فكرته وسهولة عبارته ، وكل ذلك يجعل منه منهجاً قيماً ضمن مفردات مناهج كليات اللغة العربية . أسأل الله التوفيق والإعانة والسداد ، والله من وراء القصد .