المسائل النحوية والتصريفية في شرح ديوان المتنبي، المسمى، بالفسر لابن جني جمعا ودراسة /

مدى
1 item
نوع الرسالة الجامعية
أطروحة (دكتوراه)، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية اللغة العربية، قسم النحو والصرف وفقه اللغة، 1423 هـ.
الملخص

أمّا أبرز نتائج الدراسة فهي : 1 ـ إنّ شرح ابن جني لديوان أبي الطيب المتنبي من أجلّ وأعظم شروح هذا الديوان ، بل بدا لي أنّ أكثر الشروح ، إن لم يكن جميعها ، عالةٌ على هذا الشرح ، حيث نقل عنه من جاء بعده وشرح ديوان المتنبي روايةً ومعنًى ولغةً ؛ وذلك لأنّ ابن جني كان معاصرًا للمتنبي ، وقرأ عليه ديوانه، وناقشه ، وجادله في معناه ، وأسلوبه ، ولغته ، وخاصةً فيما خرج عن قواعد اللغة العربية المألوفة ، وخالفها في شعره . وكان المتنبي يعظّمه ، ويعجب به ، حتى يقول : إن "" ابن جني أعرف بشعري منّي "" . 2 ـ إنّ ابن جني قد التزم في شرح ديوان المتنبي بالمنهج الذي وضعه لنفسه في مقدّمة شرحه ، فالكتابُ يتضمّن شرح مفردات الأبيات ، وتفسير معانيها ، وبيان ما فيها من لغةٍ ، ونحوٍ وتصريفٍ ، وإيضاح ما فيها من عويص الإعراب ، وتخريج ما خرج من قواعد اللغة العربية المألوفة ، معتمدًا في ذلك على الشواهد والعلل . 3 ـ إنّ أبا الفتح ابن جني عالمٌ لغويٌّ نحويٌّ مجتهدٌ فذٌّ ، جمع شتات العلوم بثقافته الواسعة ، وبخاصّةٍ النحو والصرف ، حيث تمتّع بشخصيّةٍ استقلاليّةٍ موضوعيّةٍ كبيرة ، وعُنِي بعرض آراء النحويين من البصريين والكوفيين والمجتهدين أيّما عنايةٍ ، وناقشها مناقشةً علميّةً موضوعيةً ، مبيّناً ما يختار منها وما يردُّ ، وما يرجحّه ويميل إليه . وقد أردف كلَّ ذلك بالأدلة والحجج والبراهين . 4 ـ اعتمد ابن جني على عددٍ كبيرٍ من مصادر العلوم المختلفة ، ككتب اللغة والأدب ، ودواوين الشعر ، وكتب القراءات ، وإعراب القرآن ومعانيه ، وكتب النحو والتصريف وغيرها ، كما نقل كثيرًا من آراء العلماء في الفنون المختلفة ، مفنهم اللغويون ، والمفسرّون ، والقرّاء ، والعلماء منهم بصريون ، وكوفيون ، ومجتهدون ، ويحسن أن أشير إلى أنّه لم يكن ينصّ على أسماء الكتب صراحةً إلاّ ما ندر منها مثل : كتاب سيبويه ، ونوادر أبي زيد ، ومعاني القرآن للفراء . وكذلك كان لا يعزو غالباً آراء العلماء إلى أصحابها ، ولا يذكر أسماء مَنْ نقلَ عنهم أقوالهم إلاّ قليلاً ، وممن وردت أسماؤهم الخليل ، وسيبويه ، وأبو زيد الأنصاري ، والفراء ، ويعقوب بن السكيت ، والمبرد ، وثعلب ، وأبو علي الفارسي . 5 ـ ظهر أنّ ابن جنّي كان معظِّماً لآراء سيبويه ، ومقدّرًا لكتابه ، فكان لا يخالف رأيه ، ولا يخرج على ما في كتابه ، بل كثيرًا ما ينقل من كتابه الشواهد الشعرية والنثرية ؛ لإثبات ما يراه صواباً ، وكذلك يدافع عنه من خالف رأيه . 6 ـ تأَثُّرُ ابنِ جني بشيخه أبي علي الفارسي واضحٌ جدًّا في هذا الشرح كغيره من كتبه ومؤلفاته ، بحيث لا تكاد تخلو مسألةٌ من المسائل النحويّة أو التصريفية إلاّ وفيها بصمةٌ واضحةٌ لأستاذه الجليل أبي علي الفارسي، سواءً أ صرّح باسمه ، أم لم يصرّح به . وهذا لا يعني أنّ ابن جنّي كان مقلّدًا متّبعاً له في كلِّ ما يقوله أو يراه من غير أن تكون له نظرةٌ فاحصةٌ ، بل كان عالماً كبيرًا ذا شخصيّةٍ مستقلّةٍ بثقافته الواسعة في علوم اللغة العربية . 7 ـ كان ابن جني شديد الارتباط بأبي الطيب المتنبي وكثير الإعجاب بشعره ، ممّا جعله يَقف معه ، ويدافع عنه من طَعَنَ وعَابَ عليه فيما وقع في شعره من الأخطاء اللغوية ، وخَرَجَ فيه على قواعد اللغة العربية المألوفة المعهودة التي استقرّ عليها علم النحو والتصريف ، فذهب ابن جني بعلمه الغزير ، وثقافته الواسعة ، ومعرفته الدقيقة بعلوم اللغة إلى تأويلها وتفسيرها ، تخريجها على ما يوافق اللغة العربية ، وقواعدها نحوًا وتصريفاً ، ويؤيّد ذلك بالشواهد من أقوال العرب شعرًا ، ونثرًا ، ويلجأ أحياناً إلى القياس على كلام العرب . 8 ـ إنّ أبا الفتح ابن جني يعتدّ بالسماع بجميع مصادره من الآيات ، وقراءاتها ، وأقوال العرب بنوعيها شعرًا ونثرًا ، وأمثالهم ، وكان موقفه من القراءات أقرب إلى الاعتدال من موقف شيخه أبي علي الفارسي وغيره من العلماء النحويين في ردّ طائفةٍ من القراءات المعتمدة وتضعيفها وتلحينها ، ونسبة القراء إلى الجهل ، أو إلى السهو أو القصور عن إدراك حقيقة الأمر . وكذلك استشهاده بالحديث النبوي الشريف ، حيث يذكره تأييدًا لرأيٍ قرّره ، أو قاعدة استنبطها ، وإن كان ذلك قليلاً . 9 ـ ظهر في استشهاده بكلام العرب من شعرٍ ونثرٍ أنّه يقف موقف النحويين البصريين ، فيأخذ بالنصوص الفصيحة المعتمدة ، ومع شدّة تقديره للنصوص والشواهد فإنّه يردّ شواهد المخالف تبعاً للبصريين بوصمها الشذوذ ، والندرة ، وضرورة الشعر ، فلا يقيس على الشاذ النادر . 10 ـ كان ابن جني شديد العناية بالقياس والتعليل وإجلالهما ، حتّى جعل القياس معيارًا يزن به المسموعات المفردة . وكذلك جعل عقليّته تعليليةً تحليليّةً مبتكرةً ، فبالغ في التعليل ، وهو واضحٌ جدًّا في أغلب المسائل النحوية والتصريفية . 11 ـ كان ابن جنيّ بصريّ المذهب ، ولم يكن بغدادياً ، ولا كوفيًّا ، بل ارتضى لنفسه أن يكون بصريًّا ، فكان موافقاً للبصريين في معظم اختياراته النحوية والتصريفية ، ولكنّه لم يكن متّبعاً لهم في كل ما يذهبون إليه ، ولم يحمله اتّباعه لهذا المذهب على التعصّب لآرائهم ، بل كان له نظرٌ فاحصٌ دقيقٌ ، فيما يراه ويرجّحه ويختاره ، إذ خالف البصريين في بعض المسائل النحوية، ووافق الكوفيين فيها، بل خالف الفريقين في بعض المسائل موافقاً للنحويين المجتهدين ، وأساسه في كلّ ذلك الأدلّة والبراهين .

مواد أخرى لنفس الموضوع
أطروحات
6
كريري، ناصر بن محمد
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،
أطروحات
3
عسيري، علي بن حسن محمد، مؤلف
أطروحات
1
الشهراني ، سماح بنت عائض بن معتق درمان
أطروحات
2
القحطاني، عبد الله جبران عبد الله، مؤلف
أطروحات
1
عسيري، جميلة محمد أحمد، مؤلف