أھمية الموضوع وأسباب اختياره يكتسب الموضوع أھميتھ من كونھ يتركب من عنصرين مھمين، ھما المعلم وما يقوم بھ من رسالة عظيمة، وما يناط بھ من أعباء، وما يلتزم بھ من حقوق. والعنصر الآخر ھو المسؤولية المدنية لھذا المعلم، وما تشتمل عليھ من أحكام وقواعد، والحاج ة في ذلك كلھ إلى إبراز النظ ر الفقھي الشرعي ودراسة الأنظمة الوضعية المقارنة، في إطار تحكمھ الشريعة الإسلامية. ويمكن تلخيص الأسباب التي دعت إلى اختيار ھذا الموضوع فيما يلي: - إل ى جان ب ك ون المس ؤولية المدني ة تثي ر -دائم ا- مش كلات جم ة م ن حي ث إيق اع الحك م الش رعي، والبح ث ع ن القاع دة النظامي ة عن د إص دار الحك م القض ائي أو القرار الإداري، إلا أن ھذه المسؤولية مستمرة التج دد والتط ور باستمرار تط ور الحياة، حتى قيل: إننا نعيش اليوم عصر المسؤولية. - وإذا كانت القاعدة في المسؤولية المدنية تركز -بحسب الأصل-على خطأٍ وضرر ٍ تجم ع بينھم ا رابط ة الس ببية، ف إن ثم ة نش اطات ف ي بع ض المھ ن جعل ت ھ ذه المسؤولية تتلون بحسب طبيعة ھذه المھنة، وتأخ ذ سمات خاصة استدعت من PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com4 الباحثين الاتجاه لإفرادھا بالبحث، كمسؤولية الطبيب، والمحامي، والمھندس... ومن بين ھذه الصور للمسؤولية المدنية تبرز "" مسؤولية المعلم المدنية"" موضوعا موزعا مفتقرا لنسق موحد يلم أطرافھ ويجمع شتيتھ، ويحلل تطبيقاتھ القضائية. - إن مسؤولية المعلم المدنية وإن كانت جديرة في ذاتھا بالدراسة، مثل سائر الأنواع المختلف ة للمس ؤولية المدني ة، إلا أن ثم ة أم ران يلح ان عل ى الباح ث لإفرادھم ا بالبحث؛ وھما كثرة العاملين في ھذه المھنة والمنتسبين إليھا، سواء من المعلمين أو مديري المدارس..ال خ، ولا يغيب عن القارئ أن ھؤلاء أكث ر موظفي الخدمة المدنية عددا، وھناك أنظمة لوائح وتعميمات تميزھم عمن سواھم من الموظفين. ثم -وھذا الأمر الثاني- إنھ من الطبيعي نتيج ة لھذه الكث رة أن يطفو على السطح العديد من الحوادث المدرسية، الناتج ة بين أط راف العلاقة في المدرسة، منھ ا م ا تصعده وس ائل الإع لام المختلف ة ك ل ح ين وآخ ر، ومنھ ا م ا يبق ى قي د المعالج ة ف ي لج ان متخصصة، ودوائر إدارية وقانونية داخلية، وقد يصل إلى القضاء أو يقف دون ذلك