النحت بتعبير روحاني إسلامي مقارناً بالنحت الديني في الحضارات الأخرى
الدين هو أساس الحياة .. ومن هذا المنطلق كانت مشكلة الدراسة وهي كيف نعبرعن ديننا وعن قيمنا الروحانية من خلال الفن ؛ مما دعى إلى دراسة الجانب الروحاني والفكري لعدة حضارات فنية وأخذ كلاً من الفن الأفريقي والفن الرومانسكي لإختلاف توجهاتهم الفكرية والفنية وأساليبهم التعبيرية ، للإستفادة منهما ومقارنتهما بالفن الإسلامي ، ومعرفة دورالتجريد في كل منهم ، كما هدفت الدراسة إلى إبراز دور الطبيعة وأثر تأملها في كل من هذه الفنون والأخذ منها إختلف من فن لآخر، وهذا ما دعى إلى إستخدام منهج التاريخ المقارن حتى نتعرف على الجمال الحقيقي للفن الإسلامي والإستفادة من ذلك في أعمال نحتية مجردة معبرة عن معاني روحانيـة. فبدأ بدراسة علاقة الفن بالمجتمع وعلاقته بالدين حيث كانت منذ بداية الإنسان الأول مما يدل على أهميتها وقوتها ، وأخذ الفن الإفريقي البدائي كمثال حيث أن السحر مثل الجانب الروحاني لديهم وكيف عبروا عن هذه الأحاسيس من خلال الفن ، ومن ثم درس أثر العقيدة على الفن الرومانسكي وكيف عبروا عن عقيدتهم ، فكان تعبيرهم عن فنهم من خلال تصوير وشرح التعاليم الدينية وتقديس الشخصيات الدينية فلجأ الفنان الرومانسكي إلى الجمع بين الرمز والأشكال الطبيعية بعد تحريف نسبها بما يثير المشاعر الروحانية ، ومن ثم درس الفن الإسلامي وركز على جوهره الفكري ومنهجيته في الحياة ، وتعرف على أثر العقيدة في الفن الإسلامي. وضح أهمية تأمل الطبيعة ودورها في إستثارة المشاعر الروحانية ، فالطبيعة هي النبع الأساسي للفن, وطريقة التأمل والتعبير عنها إختلف من فنان لآخر لإختلاف القيم الفكرية والعقائدية من فن لآخر ، فالفن الأفريقي رأى في الطبيعة ظواهر لقوى خفية فلجأ لتفسيرها إلى الساحر, فساعده الساحر على إيجاد أشكال مجردة جزئياً ، وأما في الفن الرومانسكي فكان اكثر واقعية ، في حين لجأ الفنان الرومانسكى إلى الجمع بين الرمز والأشكال الطبيعية بعد تحريف نسبها بما يثير المشاعر الروحية المسيحية، ولجأ الفنان المسلم إلى تأمل الطبيعة ولم يكتفي بالنظر إلى جمال الشكل والألوان بل إلى التدبر في قدرة الله تعالى فكان تجريده الفني أكثر روحانية وأغنى فكرياً حيث عبر عن معنى عظيم ، فالطبيعة رآها كل فنان بشكل مختلف بأختلاف توجهه الروحي وهدفه من العمل وبالتالي اختلفت الأشكال التجريدية والتعبيرية . ومن خلال الدراسة عرف أثر العقيدة في كل من هذه الفنون وكيف عبرت تلك الشعوب عن إحساسها لخالقها , ولتطبيق لما جاء في الدراسة تأملنا الحياة البحرية للحيتان وجمال حركتها وهي تقفز في مياه البحار وحركة الموج وعبرعن ذلك بمنحوتات عبرت عن جمال هذا المخلوق وخفة حركته وكيف أثًر شكله الخارجي في إستثارة معاني روحانية إسلامية تدل على قدرة الخالق.