الشيخ محمد بن حسين الفقيه وجهوده في تقرير عقيدة السلف مع دراسة وتحقيق رسالته:
ملخص الرسالة : أهمية دراسـة جهود الأعلام المحققين المشهورين في تقـرير عـقيدة السلف ، وإخراج تراثهم ونتاجهم العلمي ، ومن هؤلاء الأعلام , الشيخ: «محمد بن حسين الفقيه»، حيث تبوأ مكانة علمية رفيعة بين علماء عصره , وذلك للجهود العظيمة التي بذلها في التعلُّم والتعليم , والتصنيف , والإصلاح ، وقد شهد له علماء عصره بذلك , أو من جاء بعده ، وأثنوا عليه ثناءا عظيماً . 2 ـ دعوته إلى الاجتهاد والإتباع للكتاب والسنة , ونبذ التقليد والتعصب للمذاهب وأقوال العلماء والشيوخ ، وهذه تعد السمة البارزة , والمميزة لمنهجه ونتاجه العلمي , إذ لا يخلو كتاب من كتبه من التقرير العلمي للأخذ بالكتاب والسنة مباشرة , والالتزام بهما ، ومن كان هذا حاله فجدير أن تُدْرَس وتُبرز أقواله وجهوده في العقيدة والدفاع عنها . 3 ـ غزارة علم الشيخ محمد الفقيه ، وقوة حجته ، وجودة مصنفاته ، وتنوع معارفه ، وإحاطته بفنون متعددة مما يدل على مكانته العلمية ، كما ستأتي الإشارة إلى ذلك إن شاء الله تعالى . 4 ـ استغلال بعض المذاهب المنحرفة , لشخصيات سلفية في ترويج بدعتهم , ودعوى موافقتهم لهم في أصول الاعتقاد , ليعززوا باطلهم ، وحقيقة الأمر خلاف ذلك . 5 ـ أني وقفتُ على تراث علمي غزير للشيخ محمد بن حسين الفقيه , يقرر وينصر فيه اعتقاد السلف ويردّ على المخالفين ، مما يوضح جهود الشيخ الفقيه , وأنه كان على منهج السلف في تقرير الاعتقاد . 6 ـ أن هذه الرسائل مع نفاستها , وكونها على منهج المتقدمين من علماء السلف , إلا أنها لم تُطبع من قبل فيما أعلم . 7 ـ أن الشيخ الفقيه كان في وقته مرجعاً علمياً في بلده , في الفتيا والتدريس ، حيث كان يستقبل فتاوى الناس ويردّ عليها مشافهة وكتابة . 8 ـ أن للشيخ جهوداً واضحة في الدعوة إلى معتقد ا لسلف , ومحاربة أهل لبدع والانحراف ، يظهر ذلك جلياً من كتاباته ، ودروسه وفتاويه . 9 ـ أن الشيخ استقل منصباً علمياً رفيع القدر ، حيث قال: « أُسندت إليّ وظيفة رئيس هيئة مراقبة المدارس والمدرسين والكتب »(1) . 10 ـ أن هذه الدراسة لأحـد العلماء الذين عاشوا في مكان وزمان كثر فيه الانحراف العقدي ، فكان من المهم إبراز جهود أمثال هؤلاء العلماء, ليعلم أن الحق ظاهر في كل زمان ومكان