التشكيل المكاني في رواية تيار الوعي النسائية السعودية (1990م ـ2005م) :
وتبدو أهمية الموضوع فيما يقدمه من توضيح للعلاقة الوطيدة بين روايات تيار الوعي والبنية المكانية مما يساعد على معرفة أهم المقومات التي تجعل الروائية السعودية مرتبطة بالمكان الأمر الذي سوف يكشف أيضاً أهمية المكان لدى الشخصية الخليجية وبخاصة الشخصية السعودية بعد حرب الخليج سنة 1990م، وهو على مستوى آخر سوف يبرز الملامح الجمالية والفنية لدى الكاتبة الروائية السعودية وهو هدف تسعى الدراسة إلى تحقيقه. كما تهدف هذه الدراسة لمعرفة تشكـّل المكان لدى الروائية السعودية وكيفية تعاملها معه وطريقة رسمها له وكذلك استحضاره وإعادة إنتاجه، والنظر إليه بوصفه بطلاً يوازي بطولة بعض الشخصيات عند بعض الروائيين والروائيات، وهذا يفتح الباب للبحث في خصوصيته التي تميزه لدى الروائية السعودية من خلال تأثيثها للأمكنة والفضاءات بالمشاهد والصور المرتبطة بتيار الوعي. والأسئلة التي سوف تواجهها الدراسة كثيرة ولكنها معنية بالإجابة على تساؤلات ذات علاقة يأتي في مقدمتها؛ ما هي المقومات المؤثرة في تشكيل المكان لدى الروائية السعودية؟ ولماذا تم اختيار تيار الوعي في الرواية النسائية، وكذلك سؤال الخصوصية، هل تشكيل المكان لدى المرأة الكاتبة يختلف عما هو موجود لدى الرجل؟ وما أبرز الأمكنة التي تختارها الروائية السعودية وطريقتها في تأثيثها؟ ، وهل هناك مظاهر فنية مشتركة بين الروائيات السعوديات في تعاملهن مع المكان، وكذلك سؤال الفترة الزمنية؛ لماذا بعد حرب الخليج على وجه التحديد؟ وبغض النظر عن الطبيعة الجدلية لبعض الأسئلة مثل سؤال الخصوصية، والطبيعة المنهجية ذات الطابع التحديدي المتمثلة في اختيار نوع أو فترة؛ فإن الدراسة استطاعت بجلاء ووضوح مواجهة سؤال المقومات وسؤال الفترة وسؤال المظاهر الفنية المشتركة وقدمت تحليلاً فنياً واستنطاقاً للنصوص يفي بمتطلبات السياق الثقافي لتلك التساؤلات. ولقد اقتضت طبيعة الموضوع وتنوع قضاياه، تعدد جوانب التعامل معه، ولهذا كانت الإفادة كثيراً من المنهج التكاملي الذي يعتمد على الإفادة من المناهج التي تستدعيها طبيعة النصوص السردية وبخاصة في الجوانب النفسية، والاجتماعية، والتاريخية، واللغوية، وان عدم وجود دراسات سابقة في رواية تيار الوعي النسائية في السعودية بقدر ما يمثل تحدياً للباحث في سلوك طريق غير ممهد فإن ذلك يمنح هذه الرسالة الأمل في أن تقدم شيئاً مفيداً وتظهر ولو شيئاً قليلاً جديداً وأن تكون لبنة مكملة للجهود العلمية الجادة التي قام بها الباحثون في الأدب في المملكة العربية السعودية.