التوليد اللغوي عند القاضي التنوخي

تاريخ النشر (نص حر)
2013
مدى
1 item
الملخص

تتناول هذه الدراسة الموسومة بالعنوان أعلاه التوليد اللغوي في عربية القرن الرابع الهجري عند القاضي التنوخي في كتابه ( نشوار المحاضرة، وأخبار المذاكرة )، وذلك في بابين: الأول: الدراسة النّظريّة: وتكشف عن التطور في مسألة التوليد اللغوي في العربية قديمًا، وصولا إلى عصر المؤلف، في مستويات الاستعمال ( فصيح، ومولّد، وعامي، ومقتـرض )، وفي مظاهر التوليد اللغوية الصّوتية والصّرفية والنّحويّة والدلاليّة. والثّاني: الدراسة الوصفية التّحليليّة: في مدوّنة محدودة، وهي ( نشوار المحاضرة، وأخبار المذاكرة ) للقاضي التنوخي، من حيث: مجالات التوليد اللغوي و مستوياته اللغوية والاستعمالية، ومظاهره، والصياغة الكتابية للألفاظ المقترضة ( المعرّبة والدّخيلة ). وخلُصت الدراسة إلى تأكيد: - أهمية مسألة التوليد اللغوي في تنمية الثـروة اللفظيّة المعجميّة، وأبانت عن التّنوع في المستوى الاستعمالي للعربية ما بين فصيح، ومولّد، وعامّي، ومقتـرض، مع مشروعية التمثيل والإقرار لكلٍ من هذه المستويات في المستوى الكتابي، والمستوى التّخاطبي التّواصلي، وخلُصت الدراسة إلى أنّ هناك توليدا في العربية غيـر مرغوب فيه؛ وهو كلُ استعمال لغوي خرج عن أنماط قواعد العربية المعتبـرة ونظامها، واستفحاله في العربية يؤدي مع الوقت إلى استحالة العربية إلى لغة أخرى. - أظهرت الدراسة ملامح العربية الوسيطة في القرن الرابع الهجري من خلال مدونة التنوخي من ناحية الأصوات والبنية الصرفية، والنحو والتراكيب والدلالة، وتعدد مستوياتها اللغوية بين فصيح وعامي ومولّد ومقتـرض، وبعض الخصائص اللغويّة الأخرى، وأثبتت أنّ العربية الوسيطة لا تختلف كثيـرا في مستواها الشفاهي عن تراكيب وأساليب بعض اللهجات العربية الحديثة، ولا سيما اللهجة المتداولة في البيئة العراقية الحديثة. - أظهرت الدراسة الاتجاهات العامة في التمثيل الكتابي للألفاظ المقترضة، وأبانت عن تعدّد طرق صياغة الألفاظ المقترضة التي دخلت العربية في مدونة التنوخي. - أثبتت الدراسة أهمية الاقتباس من تراثنا العربي الغنـي بألفاظه وأساليبه الحافل بصيغه المتنوعة، المتميـز بفصاحة كلماته، وبلاغة أساليبه في رفد معاجمنا اللغوية، وأكّدت على تسامح العربية وانفتاحها الذي يظهر بدخول الألفاظ المقترضة. ويحقّ لنا أن نصف العربية بأنّها لغة ولاّدة، تسمح لها وسائلها المرنة بالتّوسع والزيادة، وهي لغة محافظة وتجديد، تجمع بين صفتي الثبات و المرونة، وهذا يؤكد مدى قدرة العربية على استيعاب ألفاظ الحضارة والحياة، ومصطلحات العلوم والفنون المختلفة، وأنها لغة علمية عالمية.