آليات تلقي المقدمة الطللية في المعلقة العربية معلقة امرؤ القيس أنموذجا /

مدى
1 item
نوع الرسالة الجامعية
أطروحة (ماجستير)-جامعة الملك عبدالعزيز، كلية الآداب والعلوم الأنسانية، قسم اللغة العربية، 1427 هـ.
الملخص

على الرغم من كثرة الدراسات التي قامت حول المقدمة الطللية قديما وحديثاً، من نقاد عرب ومستشرقين، إلا أن هذه المقدمة لا تزال ترتدي ثوب الغموض، وتتعدد حولها الرؤى بين ناقد يرى فيها نصاً تاريخياً، وآخر يراها مقدمة اجتماعية أو نفسية أو حتى أسطورية، ومع وفرة الدراسات التي تناولت المقدمة الطللية إلا أنها ـ في الغالب ـ لم تهتم بنص آخر مقابل للنص الطللي وهو النص النقدي المعني بالمقدمة الطللية. والنص النقدي يتفاعل أكثر الباحثين مع مضمونه دون النظر إلى شكل النص، ولا يستوقفهم في هذا النص إلا الفكرة والجوهر بعيداً عن تلقيه والتفاعل معه باعتباره نصاً مستقلاً له لغته وإيحاءاته ورمزيته وأبعاده الخاصة، لذا كان منطقياً أن تقف أكثر الدراسات التي ناقشت آراء النقاد الذين تناولوا المقدمة الطللية عند المضمون دون أن تتجاوزه إلى الشكل، وقد سارت هذه الدراسة في اتجاه مغاير، وهو محاولة البحث في شكل ومضمون تلك القراءات النقدية. وكي تتحول الدراسة من مرحلة الفكرة المجردة إلى دراسة تتلمس طريق العلم لا بد من ركيزتي المنهج والمادة التطبيقية لتصل إلى هدفها، وفي بحثها عن المنهج وجدت في نظريات التلقي الحديثة حلاً لهذه الإشكالية، باعتبار أن هذه النظريات قد تشكلت في منتصف القرن العشرين، وتطورت تطوراً مثيراً لتحتل مكانة مرموقة في النقد الأوروبي، ولا زالت أطروحاتها تثير التساؤلات إلى عصرنا الحاضر. وتتضمن نظرية التلقي من الآليات والمفاهيم ما يمكِّنها من معايشة تلك الأنماط التعددية في تناول ظاهرة الأطلال وحل رموزها؛ لأنها ارتبطت في نشأتها بالتاريخ والنصوص القديمة، وبحثت عن التوقعات التي يمنحها المتلقي للنص الأدبي في العصور المختلفة، وتحاول باستمرار أن تعيد تقويم الماضي، فضلاً عن قدرتها على التعامل مع طريقة التفكير النقدي المعاصر. أما في الركيزة الأخرى وهي المادة التطبيقية فالهدف الرئيس من الدراسة هو تحليل الآراء النقدية التي تناولت المقدمة الطللية، أي أن المادة التطبيقية حاضرة، ولكن القراءات النقدية للمقدمة الطللية أكثر من أن تحصى في دراسة واحدة، لذلك اختار الباحث المقدمة الطللية في المعلقات دون غيرها؛ لقدم هذه القصائد وبعدها الزمني، والغموض الذي يلف عصرها، إضافة إلى مكانتها في الأدب العربي، ووقع الاختيار على معلقة امرئ القيس لتكون أنموذجاً تطبيقياً لهذه الدراسة، وقد أفادت الدراسة في كثير من مفاهيمها التطبيقية من رؤى النقاد الأوروبيين والعرب حول المقدمة الطللية. وتضع الدراسة ضمن أهدافها السعي نحو تشكيل آلية تجعل من النص النقدي نصاً مفتوحاً على دلالات متعددة مثله مثل النص الإبداعي، فهي تنتمي إلى حقل (نقد النقد)، وذلك لأنها تتفاعل مع النص النقدي بطريقة تشبه الطريقة التي يتفاعل بها الناقد مع النص الإبداعي، فتسبر أغواره و تغوص في أعماقه لتجعل منه نصاً مرناً قابلاً للقراءة والتأويل. ومن بين المناهج العلمية المتعددة من تكاملية إلى وصفية وتاريخية وغيرها اختارت الدراسة المنهجية الشكلية التكوينية التي تبحث في شكل النص، ولغته وبنائه، وسياقاته المتعددة. والأبحاث والدراسات التي تناولت المقدمة الطللية بالتحليل والتأويل أكثر من أن تحصى، كما أن حركة الترجمة والتأليف المرتبطة بنظريات القراءة والتلقي قد تسارعت مع مطلع القرن الحادي والعشرين، إلا أن الباحث لم يعثر على دراسة أكاديمية مستقلة ـ لاسيـما أطروحات الماجستير والدكتوراه ـ عنيت بتوظيف نظرية التلقي الحديثة في تتبع آليات تفاعل النقاد مع النص الطللي، فكانت خطوة من الخطوات التي دفعت الباحث إلى اختيار الموضوع.