آثار الصحابة في أبواب الطهارة جمعا ودراسة.

تاريخ النشر (نص حر)
2006
مدى
1 item
نوع الرسالة الجامعية
أطروحة (دكتوراه)-جامعة أم القرى، كلية الدعوة، القسم الكتاب والسنة 1428 هـ.
الملخص

فإن أعظم ما اشتغل به المشتغلون، وأمضى أوقاتهم فيه الدارسون، دارسةُ سنةِ إمام المرسلين، وآثار أصحابه الميامين رضوان الله عليهم أجمعين، ولما كانت الأحاديث المرفوعة للنبي (ص) مخدومة من قبل الكثير من العلماء وطلاب العلم بما فيهم طلبة الدراسات العليا بالجامعات، يممت وجهي تجاه آثار أصحابه الكرام، لما تحمله من علم غزير وفقه جم، ونفائس تغني عن كثير من الآراء، كيف لا وقد تلقى الصحابة الكرام علمهم عن أعلم ولد آدم محمد (ص)، وشاهدوا التنزيل، وأدركوا من الفهم ما لم يدركه من بعدهم، مع ما اجتمع لهم من لسان عربي فصيح، وقرائح في الأفهام، وصفاء في الأذهان، فرضي الله عنهم وأرضاهم، وكانت لأقوالهم مكانة عند التابعين ومن بعدهم، ""وذلك أن السلف والخلف من التابعين ومن بعدهم يهابون مخالفة الصحابة ويتكثّرون بموافقتهم، وأكثر ما تجد هذا المعنى في علوم الخلاف الدائر بين الأئمة المعتبرين، فتجدهم إذا عيّنوا مذاهبهم قووها بذكر من ذهب إليها من الصحابة، وما ذاك إلا لما اعتقدوا في أنفسهم وفي مخالفيهم من تعظيمهم وقوة مآخذهم دون غيرهم وكبر شأنهم في الشريعة، وأنهم مما يجب متابعتهم وتقليدهم…فعن سعيد بن جبير أنه قال: ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين""، وما ضعُف الفقه والفقهاء وقل المجتهدون، وكثُرَت الأقوالُ الشاذة، والأقوال المخالفة للنصوص، وحصل الجمود الفقهي إلا بسبب البعد عن مشكاة النبوة، وفقه الصحابة الكرام والتابعين، وصاحب ذلك التعصب المذهبي، وتعلق طلاب الفقه بتخريجات متأخري الفقاء، وتفريعاتهم، التي تخالف حتى أقوال أئمة مذاهبهم في القرون المفضلة، فضلاً عن أنه فاتهم علم كثير غفلوا عنه في أقوال الصحابة والتابعين، وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية من العلماء الذين وصفوا بالاجتهاد، وأثنى عليه سائر المنصفين من علماء المذاهب الأربعة، ونعتوه بالتبحر في العلم والشريعة، وكان يتكلم في سائر مسائل الفقه والدين بما يثير عجب المستمع إليه، ويستدل على ما يقول من كتاب الله وسنة رسوله (ص) وفعل الصحابة ومن بعدهم، ولم يبلغ هذه المنزلة إلا بعد تبحره في علم الصحابة والتابعين، واستقرائه لكلامهم ، وكان كثيرًا ما يستدل بآثار الصحابة من المصنفات في ذلك لاسيما مصنف ابن أبي شيبة وعبدالرزاق وسنن سعيد بن منصور ونحوها، وكان يشهد أن أقوال الصحابة ليس فيها ما يخالف القياس -أي النظر الصحيح الموافق لأصول الشريعة ومقاصدها- قال ابن القيم عنه: ""قال شيخنا: وقد تأملت من هذا الباب ما شاء الله فرأيت الصحابة أفقه الأمة وأعلمها، واعتبر هذا بمسائل الأيمان والنذور والعتق وغير ذلك، ومسائل تعليق الطلاق بالشروط