بواعث الشعر في النقد العربي القديم
تناولت هذه الدراسة (بواعث الشعر في النقد العربي القديم). وقد سعت إلى تقرير حقيقة مؤداها: أن نبع الشعر لا يفيض فجأة، كما لا ينبعث من فراغ، بل لابدّ له من بواعث تثيره وتحركه؛ لتدفع بالينبوع الكامن في أعماق الشاعر إلى التدفّق والعطاء. وقد تطرّقت الدراسة أولاً إلى مفهوم الإبداع الشعري في النقد العربي القديم، ثم عَرَضَت لمقومات الشاعرية ممثّلة في الطبع والرواية والذكاء والدربة، ثم تناولت أهمية الاستعداد النفسي لعملية الإبداع وكان ذلك من خلال ثلاثة جوانب: من جانب علاقة الشاعرية بالزمن، ومن جانب العوارض التي تعرض للشاعر في نفسه وبدنه، ومن جانب البواعث الدافعة لقول الشعر. كما وقفت الدراسة عند مصطلح البواعث؛ لتحديد ماهيته في النقد العربي القديم، مع دراسة ما دار حول البواعث على قول الشعر من آراء ونظرات نقدية؛ كأهمية البواعث، وتفاوتها في تحريك الشاعرية، وعلاقتها بالطبيعة الإنسانية، واتساقها مع الغرض الشعري الذي يرغب الشاعر النظم فيه. وعرضت الدراسة بعد ذلك لضروب البواعث: من بواعث نفسية؛ كالشوق والخوف والغضب، وبواعث مكانية؛ كالخلوة والطبيعة والأطلال، وبواعث مادية، وبواعث اجتماعية؛ كالحاجة والحروب والرسالة الاجتماعية للشاعر. كلّ ذلك تمّ وفق منهج تكاملي، مع استقراء النصوص، واستنباط ما توصل إليه من رؤى وحقائق. وخلصت الدراسة إلى نتائج.