حركــة الشّعــر والنّقــد في بــلاط الخليــفة المهــديّ
تُعنى هذه الدراسة بحركة الشعر والنقد في بلاط الخليفة المهدي، وهو الخليفة العباسي الثالث والذي كان عهده عهد استقرار سياسي، وبداية جني الثمرة. وكان المهدي شغوفاً بالأدب والأدباء معجباً بالقديم بما فيه من فخامة وروعة، ومرحباً بالجديد بما فيه من ابتكار ورونق. وكانت الصراعات الأدبية محتدمة بين جيلين من الشعراء في ذلك العهد أحدهما متمسك بالقديم والآخر يسعى إلى التجديد. ونتجت عن هذا الصراع حركة شعرية قويّة تبعتها موجة نقدية واسعة أساسها الاختلاف بين أهل اللغة والنقاد حول أهمية التمسك بالقديم أو تركه. ولقد دفعني إلى اختيار هذا الموضوع وجود عدد كبير من الدراسات الأدبية التي بحثت الشعر في العصر العباسي وشرحت أهم القضايا النقدية التي شاعت فيه ولكنها لم تحدد بدقة نشأة تلك القضايا ومراحلها. فقمتُ في هذا البحث بتسليط الضوء على عهد المهدي بصفته البداية الحقيقية للحياة الشعرية العباسية بكل مظاهرها و اختلافاتها التي أدت إلى نشأة أهم القضايا النقدية في الشعر العباسي. ولقد قسّمتُ هذا البحث إلى فصلين مسبوقين بمقدمة عن سيرة المهدي وعصره، وأتبعتهما بخاتمة أُجمل فيها محتويات هذه الدراسة موضّحةً فيها ما توصّلت إليه من نتائج. أما متن الرسالة فهو على النحو التالي: الفصل الأول وهو بعنوان: (الشعر: موضوعاته واتجاهاته في بلاط المهدي)، وفيه ذكرت أهم الموضوعات الشعرية التي شاعت في بلاط المهدي مع ذكر أهم شعراء البلاط وإيراد نماذج من شعرهم، وقد بيّنت فيه الاتجاهات الشعرية المتنوعة التي اتخذها الشعراء في ذلك الوقت. الفصل الثاني وهو بعنوان: (القضايا النقدية في بلاط المهدي)، وعدّدتُ فيه أهم تلك القضايا وأسباب نشأتها والمرحلة التي وَصَلَتْ إليها في عهد المهدي