جهود علماء المالكية في المغرب في إنكار بدع العبادات الأربع[الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج] جمعا ودراسة /

مدى
1 item
نوع الرسالة الجامعية
أطروحة (ماجستير)-الجامعة االإسلامية بالمدينة المنورة، اكلية الدعوة وأصول الدين، قسم العقيدة، 1424 هـ
الملخص

وبعد هذا العرض التاريخي لدخول الإسلام إلى بلاد المغرب العربي وظهور المذهب المالكي فيه، وبعد تلك الدراسة النظرية للبدعة من حيث تعريفها وأسباب وجودها والأخذ بها، ومآخذ أصحابها فيها، وبعد ذلك العرض لما أحدث من البدع في الأركان الأربعة: الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج، نستنتج من هذا البحث نتائج عديدة وفوائد متنوعة ألخصها على النحو التالي: 1 ـ وجوب معرفة الفضل لأهله ـ الصحابة والتابعين لهم ـ، الذين بذلوا أموالهم وضحوا بأنفسهم في سبيل الله لإدخال الناس في دين الله شرقا وغربا، فلا تتبع من أثرت عنه عثرات إن صحت!!، كما يفعل بعض المؤرخين، بل الواجب احترامهم ومعرفة قدرهم والدعاء لهم بالرضوان، وكفاهم ـ أي صحابة رسول الله  ـ شرفا ما قال فيهم النبي : ((لا تسبوا أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نَصِيفَه))( )، هذا هو المنهج العدل عند أهل السنة والجماعة. 2 ـ أن كثيرا من أهل المغرب ـ وهم البربر ـ قد اعتنقوا الإسلام، وأحبوه، ودخلوا فيه عن طواعية من أنفسهم، لا كرها كما يدّعي المستشرقون، ذلك أنهم وجدوا في الفاتحين المسلمين ما لم يجدوه فيمن سبقهم من الغزاة الكفرة من الرومان والوندال وغيرهم، وخير دليل على ذلك كونهم صاروا أول الفاتحين لبلاد الأندلس النصرانية، وثباتهم على دين الإسلام رغم أن حكم المغرب قد خلا بعد ذلك لهم دون العرب. 3 ـ أهمية وجود العلماء العاملين الربانيين سيما في أوقات الهرج والفتن، هذا ما عانى منه أهل المغرب حين وفود المذاهب العقدية المنحرفة من خوارج ومعتزلة وشيعة، لم يوجد من يصدّ دعوتهم الباطلة، والتاريخ يعيد نفسه!!! 4 ـ ضرورة اللجوء إلى العلماء الراسخين في العلم في أوقات انتشار الفتن والبدع، كما فعل تلاميذ الإمام مالك من المغاربة؛ حين اتصلوا به، واستفتوه عن حال بلدهم، ولم يتعصّبوا لأهل جنسهم، أو لغتهم، أو غير ذلك من أنواع العصبيات، وكان في ذلك الخير الكثير لهم ولغيرهم، لا كما يدعو في أيامنا هذه جماعة ""الجزأرة"" ـ من المنتمين لدعوة الإخوان المسلمين الجزائريين ـ؛ إلى الاقتصار بعلماء البلد دون من سواهم، وأن لا يلتفت إلى أي قول خارج عن بلادهم كما يزعمون، فهلاّ بقي المغاربة الأوائل كسحنون وأسد ويحيى الليثي في بلدانهم! ولم يستفتوا أهل العلم في عهدهم، فليتنبه. 5 ـ أهل البدع لا يصطادون إلا في الأماكن العكرة كما يقال، وهذا ما تجده مجسدا في تاريخ المغرب عند تغلغل دعوة الخوارج والمعتزلة والرافضة، ذلك أنهم استغلّوا أوضاع خلوّ بعض مناطق المغرب من قوة سنية ـ حكام وعلماء ـ تكشف عوارهم، وتدفع شرورهم، ففرّخوا أفكارهم في أناس عوام ـ لا علم بالكتاب والسنة ولا حصّنوا أنفسهم من شبه المبتدعة ـ، فاكتسبوا أنصارا وأعوانا على باطلهم. 6 ـ خطر دعوة الخوارج في كل زمان، بسبب ما تزعمه من الدعوة إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل، والتعاطف مع المظلومين من العامة، ولذلك تجد لدعوتهم دائما أذانا صاغية، وكل ذلك بدافع الهوى وحب الدنيا، إلا أن دعوتهم أينما حلّت؛ تفسد أكثر مما تصلح، فلا دينا أقامت ولا دنيا أبقت، وإن زعم من زعم وجود العدل والإنصاف فيما بينهم، والتاريخ خير شاهد على ذلك. 7 ـ فضل طلب العلم الشرعي الصحيح، والوقوف به في وجوه أهل البدع والأهواء، وانتصار أهله دائما على أهل الباطل ولو كان من ورائهم حكم وقوة، ففتنة خلق القرآن كما كانت قائمة في المشرق وامتحن بها كثير من علماء الإسلام كالإمام أحمد، فقد كانت قائمة على أوجّها أيضا في المغرب، وقيّض الله لها علماء ربانيين كسحنون وابنه وغيرهما، يبيّنون زيفها، ويبطلون شبهها، ويدعون إلى عقيدة النبي  وصحابته الكرام . 8 ـ ضرورة التمسك بالكتاب والسنة ونبذ البدع والأهواء أصل أصيل، دل عليه الكتاب والسنة، ودرج عليه سلف الأمة، بما فيهم الإمام مالك رحمه الله، الذي عرف واشتهر بشدة التمسك بالوحيين والسير على نهج الصحابة، ونبذ المحدثات والبدع وسدّ الذرائع الموصلة إليها، والتحذير منها ومن أصحابها. 9 ـ تركز هذا الأصل العظيم أعني التمسك بالكتاب والسنة ونبذ البدعة عند علماء المالكية سيما الأوائل ومن سار على نهجهم من المتأخرين، ووفرة النقول عنهم في هذا الباب كما سبق بيانه في المبحث الخامس من التمهيد. 10 ـ من الأصول المهمة في فهم دين الله عزّ وجلّ والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله  ومجانبة الابتداع والإحداث في شرع الله والأمن من التفرق والتنازع؛ التمسك بفهم السلف الصالح ـ الصحابة  وأهل القرون الثلاثة المفضلة ـ، إذ كثيرا من الفرق الضالة والدعوات الباطلة تدّعي التمسك بالوحيين الشريفين لكن على غير فهم السلف الصالح بل بما تدركه عقولهم السقيمة وفُهُومِهم العليلة، فالتمسك بما كان عليه السلف علامة نجاة وفوز. ولذلك كان الإمام مالك رحمه الله لا يتعدى هذا الأصل العظيم، بل كان رحمه الله يلتزم ما كان عليه أهل المدينة اجتهادا منه على أن ذلك متوارث عن الصحابة، وعلى ذلك ـ أعنى التمسك بفهم السلف ـ نهج أعلام مذهبه كابن وضاح وابن أبي زمنين وابن عبد البر والشاطبي وغيرهم كثير.