ما قري بوجهين في كتاب البيان في غريب إعراب القرآن لأبي البركات الأنباري ت ( 577 هـ ) دراسة نحوية تأصيلية /
أذكر أهمّ النتائج التي توصل إليها : أولاً : يترجَّح في نسب أبي البركات أنَّه : عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الأنباري ، حيث على هذا أكثر المؤرخين . ثانياً : أنّ أبا البركات انتقل إلى بغداد ولم يبرحها ، حتى مماته ، ودعوى القول بأنّه رحل إلى الأندلس دعوى ليس لها ما يؤيدها . ثالثاً : تؤكِّد هذه الدراسة النزعة البصرية عند أبي البركات حيث يقول بأقوال البصريين ، ولا يعبأ بما يخالفهم من آراء . رابعاً : القراءة سنَّة متبعة لا ينبغي ردُّها بحال من الأحوال ، متواترة كانت أو شاذة ، بل ينبغي أن تُجْعَل أصلاً يعتمد عليه في بناء الأحكام اللغوية ، وتنزيل القواعد عليها . خامساً : أنّ أبا البركات كان يحمل بعض القراءات على الوجوه الضعيفة مع إمكان حملها على أوجه معتبرة قويَّة . سادساً : أحياناً ينتصر للقراءة التي يحكم عليها بعض النحويين بضعفها في القياس ، فيقوِّيها ويحملها على وجه من القياس صحيح . سابعاً : اعتداد أبي البركات بالقياس ، وتقديمه على السماع ، وهذا واضح في ردِّه على الكوفيِّين قراءة ( الأرحامِ ) بالجرّ حيث منع العطف على الضمير المجرور دون إعادة الجارّ ، مع أنّ السماع الكثير والفصيح يؤيد جواز ذلك ، لكنّه منعه محتجّاً بأن القياس لا يجيزه . ثامناً : لم يَلْق كتاب البيان عناية بين العلماء – حسب ظني – فلم يكن له أثر واضح فيمن جاء بعده .