أهمية الموضوع وأسباب اختياره : تتجلى أهمية الموضوع في الأمور الآتية : 1- قد كتب الله تعالى للمذاهب الأربعة الاستمرار على مر العصور منذ نشأتها إلى يومنا الحاضر ، بحيث أصبح لكل من تلك المذاهب آراء مستقلة في كثير من المسائل وشخصية اجتهادية متفردة ، ولما كان المذهب الحنفي أول المذاهب ظهوراً حسب الترتيب الزمني لبقية المذاهب الثلاثة ، فإن الحاجة ماسة إلى الوقوف على ما انفرد به المذهب الحنفي عن بقية المذاهب الثلاثة ؛ لإظهار استقلاله وما انفرد به عن غيره . 2- لا يخفى ما قام به فقهاؤنا الأجلاء في المذاهب كافة من الاستنباطات الفقهية ، وتجليتهم للأحكام بالأدلة الشرعية إلاّ أن بعض جوانب هذا الفقه لا تزال في حاجة إلى النظر والبحث من طلبة العلم ؛ حمايةً لهذه الثروة الفقهية العظيمة وإظهاراً لها. وقد دفعني أيضاَ إلى اختيار هذا الموضوع ما ذاع عن المذهب الحنفي أنه مبني على الكتاب والسنة والرأي ( )، فأحببتُ أن أبحث فيما انفرد به هذا المذهب ، مع البحث عن الأدلة وتبيينها ؛ حتى تتضح مفردات هذا المذهب .