مناهج اللغة العربية في المدارس الثانوية الصومالية ومدى ملاءمتها للطلاب من وجهة نظر المعلمين
هدفت الدراسة استطلاع آراء معلمي اللغة العربية حول قضية تعدد مناهج تعليم اللغة العربية في المدارس الثانوية الصومالية وتأثيرها على الدارسين ومدى ملاءمتها للبيئة الصومالية و محاولة الوصول إلى بعض المقترحات لإيجاد بعض الحلول لهذه المسألة في ضوء آراء المعلمين . وللتحقيق تلك الأهداف حاولت الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية : 1-ما آراء معلمي اللغة العربية حول مسألة تعدد المناهج في المدارس الصومالية ؟ 2-ما مدى مناسبة المناهج المستخدمة للطلاب الصوماليين من وجهة نظر المعلمين ؟ 3-ما أكثر المناهج المستخدمة فعالية ومناسبة للبيئة الصومالية من وجهة نظر المعلمين ؟ وتكمن أهمية هذه الدارسة- في حدود علم الباحث - في كونها أول دراسة تدرس قضية تعدد المناهج الدراسية في المدارس العربية الثانوية الأهلية في الصومال من وجهة نظر المعلمين. كما تحدث الباحث عن مراحل تعليم اللغة العربية في الصومال بالإضافة إلى مراجعة الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة .واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي ،كما استخدم الاستبانة لكونها أكثر الأدوات مناسبة للمنهج الوصفي ، ولملاءمتها لطبيعة هذه الدراسة ،وبعد تحكيم الاستبانة من قبل المختصين ،تم التأكد من ثباتها عن طريق معمل ( الفاكرونباخ) في برنامج التحليل الإحصائي (SPSS ) في مركز البحوث بجامعة الملك سعود. واقتصرت عينة الدراسة على معلمي اللغة العربية في المرحلة الثانوية في المدارس الأهلية في الصومال البالغ عددهم 115معلماً. وتوصل الباحث إلى نتائج من أهمها : 1-تطور النظام التعليمي الأهلي في الصومال بسبب انتشار المدارس العربية المعتمدة على مناهج تعليم اللغة العربية المستوردة من بعض الدول العربية ، وهذا جعل اللغة العربية تنتشر بشكل سريع في جميع المناطق الصومالية وخاصة في المدن الكبيرة بالإضافة إلى إنشاء جامعات أهلية ومعاهد علمية رغم قلة إمكانياتها . 2- من النتائج المهمة تقارب المناهج العربية المستخدمة في المدارس الصومالية من حيث محتوياتها الثقافية والاجتماعية واللغوية والفكرية، ولعل هذا مما قلل سلبياتها الناتجة عن تعددها. 3- للمناهج العربية دور في تحسين سلوك الدارسين نظرا لما تحمل من قيم رفيعة منبثقة من الشريعة الإسلامية بالإضافة إلى تزويدها للطلاب بالمعارف والمعلومات المتنوعة التي يحتاج إليها الطالب الصومالي. 4- أيدت نسبة كبيرة من عينة الدارسة التي سبق لها تدريس أكثر من ثلاثة مناهج من المناهج المستخدمة مناسبتها للطلاب الصوماليين نظراً لظروف البلد ، حيث يصعب على الصوماليين تصميم منهج موحد لطلابهم في هذه الفترة الصعبة إذ لا توجد حكومة تهتم بقضايا التعليم. 5- شعور المدرسين والمهتمين بقضية التعليم وخاصة فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية بانتشار ظاهرة تعدد المناهج في المدارس الإسلامية والعربية في الصومال حتى أصبحت شغلهم الشاغل إلى حين وجود حل مناسب لها . 6-رغم تعدد المناهج الدراسية المستخدمة في المدارس فهي لا تكاد تغطي حاجة المدارس إلى الكتب الدراسية، فالمدارس تعاني من قلة المقررات الدراسية إذ إن الكميات المستوردة لا تأتي بطريقة علمية مدروسة قبل نقلها إلى الصومال. 7-توصلت الدراسة إلى أن المناهج المستخدمة لا تلبي حاجات الطلاب الصوماليين ورغباتهم فيما يتعلق بالنواحي الثقافية والاجتماعية، ولهذا جاء المنهج الصومالي في مقدمة المناهج في هذا الجانب رغم كونه أقل المناهج المستخدمة إذ جاءت ترتيبه في المركز الأخير. 8- أنسب منهج من المناهج الموجودة هو المنهج السعودي في هذه الفترة إذ حصل على المركز الأول بين المناهج الأربعة، ثم المنهج الإماراتي.