منهج الحافظ أبي عبد الله ابن مندة في الحديث وعلومه دراسة موازنة / إعداد عمر بن عبد الله بن محمد المقبل
أهمية الموضوع ،وأسباب اختياره 1 ـ أن فيه إبرازاً لمنهج عالم كبير ،وحافظ مشهور من حفاظ الحديث في زمانه ،له مكانته العلمية التي ظهرت في وقته ،وبعد وفاته ـ كما سيأتي قريباً عند الحديث عن ترجمته ـ ومع ذلك لم يكتب عنه دراسة تليق بمكانته العلمية.وقد تبين لي أثناء قراءاتي الأولى ،وأنا بصدد إعداد خطة البحث أن للإمام ابن منده أراءً واجتهاداتٍ خاصة في علوم الحديث ورجاله ،ثم ترسخت هذه القناعة بعد فراغي من البحث ،ففي جمع هذه الاختيارات ،وتحرير كلامه فيها ما يعين على تقريب علمه ، والاستفادة من آرائه في هذا الفن الجليل .2 ـ جلالة المؤلف في علم الحديث ،وهذا يظهر جلياً من خلال النظر في أمرين : الأمر الأول : ثناء أهل العلم بهذا الشأن عليه ، وسيأتي بسط ذلك في ترجمته في التمهيد ـ إن شاء الله ـ. الأمر الثاني : النظر في أحكامه على الأحاديث ،وبيانه لما فيها من اختلاف وعلل ، وسيأتي بيان ذلك في الباب الثالث من أبواب هذه الرسالة. 3 ـ أن المؤلف ـ : ـ أثرى المكتبة الإسلامية بكتب كثيرة ، أفاد منها العلماء ، وانتفعوا بها ، ولا ريب أن كثرةَ النقل عنه ، والاحتفاءَ بما يذكره دليل واضح ، وبرهان ساطع على مكانة العالم عند أهل العلم. 4 ـ أن في البحث إبرازاً لجهود علماء الحنابلة في علم الحديث ،فإن الإمام أبا عبدلله ابن منده ـ : ـ معدودٌ منهم ،فقد ترجمه جماعة من المصنفين في طبقات الحنابلة وتراجم أصحاب هذه المدرسة الفقهية الكبيرة ،منهم : ابن أبي يعلى في كتابه ""طبقات الحنابلة"" ،وبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مفلح في كتابه ""المقصد الأرشد""( ). 5 ـ أن المصنف عاش في القرن الرابع ، وهو فترة حصل للتصنيف والرحلة في طلب الحديث نوع من الفتور إذا ما قيس بالقرن الثالث ، وفي هذه الدراسة إبراز لجهود أحد أئمة هذا القرن في تدوين السنة ،وخدمتها . 6 ـ تبين من خلال قراءتي في الموضوع أن للإمام ابن منده اجتهادات خاصة في علم الرجال ،هو فيها سائر على نفَسِ كبار الحفاظ ، وكثير منها لم ينقله الأئمة المتأخرون الذين ألفوا في علم الرجال ، خاصة في ""التهذيبين"" و ""الميزان