المستخلص: فإن علم الفقه من أشرف العلوم، وهو المعين الذي حفظ للأمة الإسلامية وجودها بين الأمم على اختلاف العصور، وهو مفخرة من مفاخرها العظيمة، فلا حياة للأمة بدونه، فهو علم الحلال والحرام، وهو العلم الذي جمع بين مصالح الدين والدنيا، وقام بتلبية مطالب الأمة في جميع ما عرض لها من أحكام ومستجدات، فساير حاجاتها وواكب متطلباتها، فكان بحق هو فقه الحياة. وقد حث الإسلام على تعلم الفقه والاجتهاد فيه، ورتب عليه الأجر العظيم، والفضل الكبير ؛ إذ به يعرف العبد كيف يعبد الله على بصيرة وهدى. وقد انتشر الفقه الإسلامي وبرع في تدوينه علماء كبار مجتهدون، تنوعت مشاربهم، واختلفت طرقهم، فقاموا بتدوينه وحفظه، والمتصفح لكتب التراث يجد نفائس علمية تركها لنا علماء أجلاء، أفنوا حياتهم في تحصيل العلم وتعليمه ونشره؛ ومن ثم كان من الواجب والضروري على طلبة العلم الشرعي العمل الجاد على تعلم علم الفقه وتحصيله، والوقوف على حِكمِهِ ودقائِقه، والقيام بتعليمه ونشره، وذلك تقديراً لجهود علمائنا الأجلاء؛ ليستفيد منه الناس عموماً، وطلبة العلم الشرعي على وجه الخصوص