ملخص الرسالة : عندما بحثت في الدراسات السابقة لرسائل بديع الزمان لم أجد دراسة تعنى بالتحليل الفني لمادة الرسائل ، وكل ماوقفت عليه من دراسات كانت إما عرضاً لرسائل يعلق عليه الباحث بعبارات لا تنفذ إلى مكونات النص وخصائصه وفق الأسس الفنية للتحليل الأدبي مع شيء من التعصب حيال الهمذاني كما في كتاب ( بديع الزمان الهمذاني ) لمارون عبود، وإما أن تكون الدراسة لنماذج منتقاة ضمن فصول الكتاب الذي يتناول آثار البديع مجتمعة كما في كتاب الدكتور مصطفى الشكعة ( بديع الزمان الهمذاني رائد القصة العربية والمقالة الصحفية) ، أو مجموعة إلى آثار الكتاب الآخرين في العصر نفسه في دراسة تشمل النثر الأدبي بوجه عام ، كما في كتاب الدكتور زكي مبارك ( النثر الفني في القرن الرابع الهجري) ، ووجدت كتاب ( بديع الزمان الهمذاني بين المقالة والرسالة ) لمأمون الجنان صورة مصغرة من كتاب الدكتور مصطفى الشكعة بعد حذف بعض فصوله ، فلم أعثر فيه على دراسة وافية للرسائل. 2- اتجاه معظم الباحثين- في الأعم الأغلب – إلى دراسة المقامات والاحتفاء بها ودراسة ما أثير حولها من قضايا أدبية متداولة ، من حيث التسمية والنشأة والعدد ونسبتها إلى البديع ، وعند رجوعي إلى أبرز المصادر والمراجع التي تحدثت عن البديع وجدت معظمها يهتم بشكل ملحوظ بالمقامات قياساً بما وجدته خاصا بالرسائل. 3- أن رسائل البديع تعد من الأدب ذي الأصالة والبراعة في القرن الرابع الهجري؛ ولذا فهي جديرة بالدراسة والتحليل والنقد. 4- نسبة هذه الرسائل إلى أديب فذ أحدث في فترة زمنية قصيرة عاشها في القرن الرابع ما لم يحدثه غيره من الأدباء الذين طال بهم العمر من إنجازات أدبية نهضت بالنثر في ذلك العصر، وارتقت بصناعته شأنه في ذلك شأن المتنبي في الشعر