شرح التكملة لأبي البقاء العكبري دراسة وتحقيقا /
أهمية الموضوع مقدمة تعليمية جامعة عرض فيها أبواب النحو عرضا هادئا مقنعا، فهو يبدأ بسبعة أبواب مما يعد مدخلا وتمهيدا لأبواب النحو من حيث الكلام وتأليفه و المبني والمعرب ، ثم ينتقل إلى المرفوعات فالمنصوبات فالمجرورات ، بعدها يتحدث عن التوابع ثم ينتقل إلى الممنوع من الصرف ، ويختم الكتاب ببعض الموضوعات المتعلقة بإعراب الأفعال والمجازاة ونون التوكيد . وهكذا شمل الكتاب كل أبواب النحو بتدرج سهل سلس دقيق أما التكملة ، فقد جمع فيها الفارسي أهم موضوعات الصرف ، وذكرها مرتبة ترتيبا جديدا ، وحرص على جمع مسائل الموضوع الواحد في أبواب متتابعة وأبواب التكملة كلها تتعلق بمباحث الصرف ، ولم يندّ عن ذلك شيء سوى بابي العدد والمذكر والمؤنث ، وقد جمع الفارسي مسائل الموضوع الواحد في باب واحد على نحو متتابع متناسق ، لا ينتقل إلى باب بعده حتى يستوفي مسائله ، وقد جاءت على النحو الآتي : بدأ بمقدمة عامة ، ثم تلاها بباب التقاء الساكنين ، ثم باب همزة الوصل ، ثم الوقف ، ثم تخفيف الهمز ، ثم التثنية ، ثم الإضافة لياء المتكلم ، ثم النسب ، ثم العدد، ثم المقصور والممدود ، ثم المذكر والمؤنث ، ثم التأنيث ، ثم الجمع بأنواعه ، ثم التصغير، ثم أبنية المصادر والأفعال ، ثم الإمالة ، ثم الزيادة ، ثم الإعلال حتى ختم الكتاب بباب الإدغام . أما سبب الصعوبة التي نعتها بها عضد الدولة ، فقد أرجعها الدكتور عبد الفتاح شلبي ، إلى أمور هي : صعوبة موضوعات الصرف ودقتها ، تحكم المنطق ومصطلحاته ، ولع الفارسي بالتقسيمات والتفريعات ، حرصه على إيراد الخلاف والجدل والبراهين( )، وأضيف إليها كثرة الشواهد ، واستخدامه العلة والقياس . ولعل التباين بين أسلوب الإيضاح وأسلوب التكملة هو الذي حدا بهم إلى المقولة المشهورة : "" كنا نحضر عند مشايخ من النحويين ، فمنهم من لانفهم من كلامه شيئا ، ومنهم من نفهم بعض كلامه دون البعض ، ومنهم من نفهم جميع كلامه . فأما من لانفهم من كلامه شيئا فأبو الحسن الرماني ، وأما من نفهم بعض كلامه دون البعض فأبو علي الفارسي ، وأما من نفهم جميع كلامه فأبو سعيد السيرافي ""( ). والفارسي في كتابه الإيضاح مخالف لما عليه باقي كتبه ، فقد جنح إلى السهولة والوضوح والترتيب . وهذا أمر طبعي لمن عني بتأديب الناشئة ، فما استجلبه عضد الدولة إلا لتأديب بني أخيه