ملخص البحث : - تتابع العلماء المسلمون على خدمة علم الفقه وأصوله ، ضمن عنايتهم بالعلم وتحرير مسائله ، شرحاً واختصاراً ، ونشرها كتابة وتعليماً ، وتطبيقها رواية وإفتاء ، فأثروا المكتبة العربية الإسلامية بإنتاجهم الغزير , الذي لا زال ينتقل إلينا بالوسائل المتعددة قديماً وحديثاً ، بين الرواية والدراية من الشيوخ إلى التلاميذ ، على متن الإخلاص المورث للقبول والثواب عند الله، والمحبة والاقتداء عند الناس. 2-قام أبو الفلاح ابن العماد – يرحمه الله- بجهد متميز في كتابه بغية أولي النهى ليزداد الانتفاع بأصليه كما يقول , وتحيا آثار العلماء في مؤلفاتهم , ومن ثم بين المسلمين دون انقطاع، وهو في ذلك أحد علماء الحنابلة في القرن الحادي عشر الهجري الذين حملوا لواء القيادة العلمية لأهل عصرهم ومن بعدهم كما تشهد بذلك جهودهم . 3- درج معظم علماء المسلمين في القرن الحادي عشر الهجري – ومنهم ابن العماد الحنبلي – على الارتحال بين أقطارهم , كوسيلة لزيادة التلقي من أفواه الشيوخ وصحبتهم إياهم والأخذ عنهم مما - تنوع التحصيل العلمي للشيخ أبي الفلاح ابن العماد , ومن ثم الإفادة به , على نطاق واسع , وظهر في آثاره العلمية التي تركها بين التاريخ والفقه والأدب , وهي صورة علمية تطبيقية صادقة يدعو إليها الإسلام , ويطالب بها إنسان العصر . 5- انطلق أبو الفلاح ابن العماد بمنهجه العلمي معتمداً على كثير من المصادر الأصلية الشرعية واللغوية وغيرها في شرحه متن الغاية للكرمي وسلك مسالك المجتهدين ، فالتزم المنهج الفقهي الأصولي ، مقدماً الأدلة الشرعية ، والنصية منها أولاً ، من مصدريها : القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ، مع الإشارة إلى المتفق عليه ، وعزو الأحاديث إلى مصادرها ، والحكم عليها