تحددت القضية الرئيسية لهذه الدراسة في تقويم المراكز الثقافية الصيفية للبنات كنسق اجتماعي في تحقيق أهدافها من خلال ما يقدم إليها من مدخلات وما يتم بداخلها من معالجات تحويلية وما تنتجه من مخرجات. والبحوث التقويمية هي عملية تطبيق إجراءات البحث العلمي لجمع البيانات ذات صدق وثبات حول الطريقة والمدى الذي تؤدي به بعض الأنشطة للتوصل إلى نتائج أو أثار بعينها. والهدف الرئيسي من إجراء الدراسة هو تقويم المراكز الثقافية الصيفية للبنات من حيث قدرتها على تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها. وبناء على أهداف الدراسة حاولت الدراسة الإجابة على مجموعة من التساؤلات تتحدد في تساؤل رئيسي مؤداه . ما هي قدرة المراكز الثقافية الصيفية على تحقيق الأهداف المحددة لها؟. وتود الباحثة أن تلقي الضوء على حدود الدراسة وهو المجال البشري حيث يتمثل في مديرة شعبة نشاط الطالبات بمدينة الرياض، جميع مديرات المراكز الثقافية الصيفية للبنات، جميع مشرفات الأنشطة في المراكز الثقافية الصيفية والفتيات المستفيدات من المراكز الثقافية الصيفية للبنات في مراحل التعليم( المتوسط – الثانوي – الكليات) والمجال المكاني حيث طبقت الدراسة على المراكز الثقافية الصيفية للبنات في مدينة الرياض وعددها (14) مركزا حكومياً تابعاً لوزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية.والمجال الزماني الذي حدد في الإجازة الصيفية لعام 1426ﻫ في الفترة ما بين 13/5/1426ﻫ. حتى 28/6/1426ﻫ. واستخدمت الباحثة منهج المسح الاجتماعي بنوعية بأسلوب الحصر الشامل للمسئولات عن المراكز مديرة نشاط الطالبات بمدينة الرياض ومديرات ومشرفات الأنشطة في المراكز الثقافية الصيفية للبنات المطبق عليها الدراسة، والمسح الاجتماعي بالعينة بالنسبة للمراكز والطالبات مجتمع البحث. وأدوات جمع البيانات في هذه الدراسة هي الاستبانة لجمع المعلومات من المستفيدات من المراكز الثقافية الصيفية للبنات والمقابلات المقننة وشبه المقننة مع مديرات المراكز ومشرفات البرامج في المراكز ومديرة نشاط الطالبات بمدينة الرياض وتحليل المحتوى بالنسبة للوثائق الخاصة بالمراكز الثقافية الصيفية. وتم تحكيم الاستبانة حيث تم عرضها على عدد من المحكمين. كما تم حساب الصدق (العاملي) للأهداف والصعوبات والأداة ككل. واستخدمت الباحثة البرنامج الإحصائي(SPSS) في تحليل بيانات الدراسة. وفيما يلي أهم ما توصلت إليه الباحثة من نتائج: 1.المراكز الثقافية الصيفية للبنات تخلوا من التخصصات المهنية التي يجب أن يوكل إليها العمل في مثل هذه المراكز ومع هذه النوعية من المستفيدات وعلى الأخص تخصص الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع وعلم النفس. 2.وسيلة الإعلام عن المراكز كانت عن طريق الإعلان داخل المركز الصيفي. 3.أن المسئولات في المراكزالثقافية الصيفية للبنات لايعتمدن على الأسلوب العلمي في التخطيط للبرامج والأنشطة داخل المراكز 4.أن مدى كفاية الإمكانيات المادية يقع في درجة متوسطة. 5.أن مدى الإمكانيات المالية يقع في درجة متوسطة. 6.أن مدى كفاية الإمكانيات البشرية يختلف من مركز إلى آخر. 7.أن مدى ملائمة الإمكانيات التنظيمية يقع في درجة عالية. 8.أن أبرز البرامج التي تقدمها المراكز الثقافية الصيفية للمستفيدات هي (الحاسب الآلي، التجميل،اللغة الانجليزية..الخ 9.أوضحت نتائج الدراسة عدم وجود علاقة بين المراكز وأسر الفتيات. 10.تفاوت درجة استفادة الطالبات من الدورات المقدمة لهن حيث كان أعلاه (الهمة العالية لحفظ القرآن، النفس المطمئنة، دعوة للتفكر،...الخ 11.أظهرت الدراسة رأي الطالبات في أهمية الدورات المقدمة لهن عن طريق المراكز الثقافية الصيفية مرتبة تنازليا( تحفيظ القرآن الكريم، الرحلات للأماكن السياحية داخل المدينة والمتاحف والمكتبات، فن التعامل مع الآخرين.. الخ. 12.أن أكثر الأهداف تحققا للطالبات هو أن الانضمام للمركز يساهم في بناء علاقات اجتماعية بين الطالبات. 13.أن هناك عدد من الصعوبات والمعوقات التي تواجه المسؤولات والطالبات داخل المراكز الثقافية الصيفية للبنات. 14. أن هناك عدد من المقترحات من قبل المسئولات لمواجهة الصعوبات ومقترحات من الطالبات تحتوي على عدد من الدورات أولها الرياضة ثم الرحلات، التجميل ... الخ. وانتهت الدراسة بالتصور المقترح لتطوير العمل بتلك المراكز وزيادة فعاليتها لتحقيق أهدافها ويحتوي على مجموعة من الآليات التي تستند على بعض الأسس والتي يمكن أن تفعل من دور المراكز الثقافية الصيفية للبنات وتواجه ما يعترضها من صعوبات ومعوقات.