ترجيحات القاضي أبي بكر بن العربي في كتابه أحكام القرآن عرضا ودراسة من أول سورة الشورى إلى آخر سورة المنافقون /
من أهم الأسباب التي دفعتني لاختيار هذا الموضوع ما يلي: 1-أهمية هذا الأثر الأندلسي الذي يعد من عيون المؤلفات التي صنفها أعلام المالكية في كتب التفسير عامة، وكتب أحكام القرآن خاصة، وتتجلى تلك المكانة والقيمة فيما يلي: أ-أنه الوثيقة الوحيدة-إلى حد الآن-التي تعطينا صورة واضحة عن ابن العربي مفسراً، فهو وإن ألف ""أنوار الفجر في التفسير""في اثنين وتسعين مجلداً -على ما يقوله من اطلّع على فهارس ذكرته - إلا أنه ما يزال مفقوداً. ب-كونه من أهم الكتب التي تُمِدُّ كثيراً من مسائل الفقه عامة، والمالكي خاصة بالأدلة من الكتاب والسنة. ج-جودة عرض مؤلفه فيه؛ حيث يذكر الآية مقسماً الأحكام فيها إلى مسائل، عارضاً الأقوال في تلك المسائل باختصار -في الغالب -مع بيان ما يراه راجحاً حسب دليله في ذلك، غير متوسع في التفريعات الفقهية التي لا يشهد لها لفظ الآية في موضوع المسألة. 2-مكانة المؤلف أبي بكر بن العربي الذي كان من ألمع رجال المذهب المالكي بالأندلس، وقد اكتمل نبوغه بعد رحلته المشرقية، التي قام بها في سن مبكرة، واتصل فيها بأشهر العلماء المعاصرين له، واحتك بهم احتكاكاً علمياً، واستفاد منهم، وكانوا يمثلون مختلف المذاهب الإسلامية : الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنبلية. 3-غزارة الفوائد التي اشتمل عليها من فنون مختلفة، كالحديث والفقه واللغة والأصول. 4- حسن الترتيب وبراعة التقسيم. 5-دقة وعمق في الشرح والبيان والتفصيل للمسائل. 6-اشتماله على الكثير من الأحكام التي استنبطها مؤلفه. 7- أنه ينمّي روح النقد والترجيح عند الطالب؛ لإطلاعه من خلاله على أقوال الأئمة، وأسباب اختلافهم، والأوجه التي سلكها المحققون في المرجحات لبيان الراجح منها. 8-أن هذا اللون من الدراسة يتيح للباحث ومن ثم القارئ الإطلاع على أسباب الخطأ عند من كانت أقوالهم خاطئة أو مرجوحة من المفسرين وغيرهم ممن تكلموا في التفسير أو ما يتصل به من علوم مساعدة. 9- أن دراسة الترجيحات تحيل الباحث إلى كتب المفسرين والعلوم ذات الصلة لمعرفة الراجح، مما يعطي للطالب مجالا للتوسع في مجال تخصصه وما يتصل به ويخدمه من علوم، إلى غير ذلك من الأسباب التي لو لم يكن منها إلا دراسة الطالب لهذا الكتاب بتأمل لكفى، فكيف والفوائد المرجوة منه أكثر من ذلك بكثير