وقد خلصت من ورائها على النتائج التالية: 1-أن القاضي رحمه الله قد تناول جميع سور القرآن بحثا ودراسة عدا ثمان سور لم يذكر ما يتعلق بها من أحكام،وأكثرها في الجزء الذي أنا بصدد دراسته،وهي:القمر،الحاقة،النازعات،التكوير،الإنفطار،القارعة،الهمزة،الكافرون. 2-بلغ عدد آيات الأحكام الواردة في تفسير أحكام القرآن،والتي تناولها القاضي في البحث:خمسمائة آية،كما ذكر ذلك صاحب كشف الظنون[(1/19)]. 3-تميز القاضي رحمه الله في الاستدلال باعتماده على الأحاديث الصحيحة،طارحا بذلك الأحاديث الضعيفة والموضوعة ،وكان شديد النفرة منها و يحذر،ويقول:""هي بياض في السطور،سواد في القلوب"". 4-احتكامه إلى اللغة العربية،فهو كثيرا ما يحتكم إلى اللغة في استنباط المعاني من الآيات. 5-كان-رحمه الله- منفقا سخيّا،لا يخاف في الإنفاق عيلة ولا فقرا،وما بناء سور إشبيلية على نفقته عن ذلك ببعيد. 6-يلاحظ على القاضي رحمه الله موافقته للجمهور في كثير من المسائل التي قمنا بدراستها والترجيح فيها. 7-أن الإمام ابن العربي كان مقلدا للإمام مالك،ووجدت الاختلاف ليس في حكم التقليد بل في حقيقة التقليد. 8-معايشة القاضي رحمه لفرق متنوعة اعتنقت عقائد فاسدة،كالباطنية والإسماعيلية،فناظر هذه الفرق وانتصر عليهم،وكرس حياته لإصلاح المجتمع،وعمل على وحدة الصف وجمع الكلمة،والوقوف صفا واحدا لصد هجمات النصارى،تحت قيادة موحدة. 9-اهتمامه-رحمه الله- بالتفسير بالمأثور،كتفسير القرآن بالقرآن،وتفسير القرآن بالسنة،واهتم أيضا بأسباب النزول،والقراءات. 10-من خلال البحث يعتبر القاضي ابن العربي فقيه السفر الأكبر،حيث استطاع أن يجمع بين مذاهب المشرق والمغرب. 11-لم يتعرض القاضي أيضا إلى ذكر الحنابلة من خلال مناقشته الأقوال وذكر أصحابها. هذا ما تيسر لي مما لحظته في هذه الدراسة،أما ما يتعلق بالتوصيات فهي كالآتي: 1-أن كتاب أحكام القرآن للقاضي ابن العربي–مع ما قام به بعض الجلة من خدمته-يحتاج إلى مزيد تدقيق،ومزية تحقيق،وذلك أننا وجدنا كثيرا من الاختلافات بين ما يثبته المحققون في نص الكتاب،وبين ما هو مسطور في ثنايا المخطوطات،وقد ذكرت شيئا من ذلك في البحث. 2-إبراز ما للقاضي رحمه الله من كتب دفينة،قد تآكلت وأكلتها أكسية الغبار من كثرة ما صمدت في أوجه العابثين،وغُطّيت من قلة ما صدف عنها من زائرين،لما لها من أهمية عظمى،وفائدة قصوى،كشرحه للموطأ المسمى:بـ(ترتيب المسالك). 3-إيجاد المزيد من الدراسات التي توفي بحقّ هذا العلم الأشم الشامخ.