ظاهرة حديث الشعر عن الشعر من العصر الجاهليّ حتى العصر الأُمويّ: دراسة أدبيّة ليُعنى برصد آراء الشعراء تجاه الشعر وقضاياه ممّا جاء في ثنايا أشعارهم في تلك الحقبة، ودراستها دراسةً أدبيّة من حيث إدراك تصوّرهم الحقيقيّ عن الشعر وقضاياه، ومعرفة قدر وعيهم الفنّيّ، ومرادهم من ذلك، والوقوف على هذه الممارسة الشعريّة التي حوت ذلك التصوّر، وقدّمته. ولذلك فإن هذا البحث يجيب على سؤال علميّ مفاده: هل كان لشعراء تلك الحقبة رؤية فنّيّة عن الشعر من خلال أشعارهم؟. وقد اقتضت الإجابة بالإيجاب إيضاحَ تلك الرؤية الفنية؛ لذا سيكون هذا البحث إجابة عن أسئلة ثلاثة فرعيّة تؤكد الإجابة على السؤال السابق، وهي: ماذا تناول الشعراء من قضايا...؟، ولماذا...؟، وكيف...؟. وتجدر الإشارة إلى أنّ ما دفعني إلى اختيار هذا الموضوع عدة أسباب يمكن إجمالها حسب الآتي: - خدمة تلاد هذه الأمة الأدبيّ الذي ما زال ثرّاً معرفيّاً يفتقر إلى دارسين ينقبون فيه. - ما تعنيه هذه الدراسة من محاولة الكشف عن مصدر آخر لرؤى الشعراء الفنية تجاه الشعر يُكمل ما أُثِر عنهم نثراً؛ مما أكَبّت غالب الدراسات النقديّة عليه. - غزارة المادّة المكوّنة لهذا الموضوع حيث بلغ ما اعتمدت عليه من شواهد الظاهرة في تلك الحقبة (1469) بيتٍ تعود إلى (151) شاعرٍ؛ مما يزيد حصيلة النصوص النقديّة التي أُثِرت في تلك الحقبة، ويثريها معرفيّاً. - ما تسعى هذه الدراسة إليه من محاولة تأصيلِ بواكير النقد الأدبيّ عند العرب حيث إنّ الشاعر يجيء في مقدمة من أسهموا في نقد الشعر إبّان تلك الحقبة. - كما أنّ دراسة هذا الموضوع تفتح منافذَ وأبواباً للدارسين تتيح الوصول إلى أحكام أدبيّة جديدة.