Abstract
لقد كانت كتابتي في هذا الموضوع ضمن منهج معين التزمت به قدر الإمكان ، وهذا المنهج يتلخص فيما يلي : 1 ـ استقراء جميع ما حصلت عليه من كتب ابن رجب الحنبلي المطبوعة، التي تقرب من الخمسين كتاباً * قراءة دقيقة تصل إلى ثلاث مرات، خاصة في كتبه الكبار ، كفتح الباري شرح صحيح البخاري ، وتقرير القواعد وتحرير الفوائد ، وجامع العلوم والحكم ، وشرح علل الترمذي ، فقد أدمنت النظر فيها ، حتى ظننت أنه لم يفتني إلا ما زاغ عنه البصر ، أو سها عنه الفؤاد ،ولم ألتفت إلى الفهارس المذيّلة في آخر كتبه من بعض المحققين، بل فات صانعوها الشيء الكثير من الآراء الأصولية عند ابن رجب، وفيها ما هو مدون تحت فهرس مسائل أصول الفقه وليس فيه من الأصول شيء(1). 2 - جمع ما تحصلت عليه من آراء أصولية وترتيبها حسب أبواب أصول الفقه وفصوله ، ومسائله ، وضم النظير منها إلى نظيره . 3 - دراسة كل مسألة ذكرها ابن رجب الحنبلي وبيان رأيه فيها سواءً كان مصرحاً به ، أو مستنبطاً من كلامه ـ فيما ظهر لي ـ ، مع استقصاء أدلته في المسألة ـ إن وجد ـ . 4 - أحياناً يذكر الخلاف في المسألة الأصولية ولا يبين ما يختاره ، أو يشير إلى أن في المسألة خلاف ولا يذكره ، فأنقل نص كلامه في ذلك وأبيّن عدم وضوح رأيه في المسألة ، ولكني أعرض المسألة لأنها من جملة ما تكلم عنه ابن رجب . 5 - أتبع كل مسألة أصولية بفروع فقهية من فروعه المخرجة على المسألة ـ إن وجدت ـ وبيان أنه خرج هذا الفرع ، أو رجح هذا القول استناداً على القاعدة الأصولية التي ذكرها . 6 - أصدر كل مبحث بنبذة تعريفية يتصور القارئ من خلالها مضمون المبحث إجمالاً . 7 - لم يعرف ابن رجب للحدود الأصولية ـ إلا ما ندر ـ فحينئذٍ أذكر تعريفاً مختاراً يتضح به مدلول الحد 8 - سرت في بحثي على ترتيب علماء الأصول، فما وجدت لابن رجب فيه من رأي ذكرته ، و إلا سقط ذلك المبحث ، وتكلمت عن المبحث الذي يليه ، وهكذا . . . 9 - أصدر كل مسألة ـ غالباً ـ بمظانها في كتب الأصول المشهورة ، ليسهل الرجوع إليها ، لمن أراد الاستزادة منها ومعرفة كلام أهل الأصول فيها . 10 - سلكت في البحث منهج الاختصار وعدم التطويل والإيجاز في الدراسة ، بل الإشارة ، وذلك لكثرة مسائل البحث ، وكونها في عامة أبواب أصول الفقه ، فاكتفيت ببيان خطوط عريضة ومعالم بارزة في جهود ابن رجب الحنبلي وآرائه الأصولية ، وإعماله لأصول الفقه في استنباطه وتقريره للأحكام