ما لم يرد في القرآن الكريم أو ورد على سبيل القلة دراسة نحوية /
Abstract
ذكر العلماء في ثنايا كتبهم بعضَ القواعد والأصول التي يتعين معرفتُها للمشتغل بإعراب القرآن الكريم، وتعظم الحاجة إلى معرفة تلك القواعد؛ لئلا تزل الأقدام في إعراب كلام الله تعالى، إعراباً لا يليق به ، ولئلا يُحمَّل ما لا يحتمِلُ من الأعاريب المتكلفة . وسنذكر بعض تلك القواعد والأصول مختصرة مع التمثيل والشرح لها – ما أمكن- ومنها : 1- فهم معنى الكلام المرادِ إعرابهُ إفراداً وتركيباً وسياقا،ً فإذا اتضح ذلك شرع في الإعراب: لأن الإعرابَ فرعُ المعنى،ومن الأمثلة التي بُني فيها على الظاهر دون معرفة المعنى فوقع للمعرب الوَهَم . قوله تعالى : قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ آية (87) سورة هود ظاهر الآية أن قوله : أَوْ أَن نَّفْعَلَ معطوف على قوله : أَن نَّتْرُكَ ، ويصير المعنى آنذاك أن شعيباً – عليه السلام – أمرهم بترك ما يعبد آباؤهم وبأن يفعلوا ما يشاءون في أموالهم . والمعنى يأبى هذا لأنه ورد في التفسير أن شعيباً أنكر عليهم ما يبخسونه في دنانيرهم وعملتهم، حيث كانوا يقرضون من أطراف الصِّحاح منها لتفضل القراضة ، وكانوا يتعاملون على الصحاح عداً وعلى المكسورة وزناً، وكانوا يبخسون في الوزن كذلك ، ولذا أنكروا عليه إنكاره عليهم .