قيمة العمل في الإسلام وفي الفكر الوضعي المعاصر دراسة تأصيلية نقدية /
Abstract
: أسباب اختيار هذا الموضوع: 1- إبراز قيمة العمل في الإسلام ، فإن للعمل قيمة كبرى تتجلى في كثير من المواطن، قال تعالى: ، وقد ارتبط العمل في الإسلام برسالة الإنسان في الكون ، وفي الحياة حيث خلق الله الأرض ليعيش الإنسان فوقها ، ويستكشف كنوزها وخيراتها . كما أن العمل مرتبط بالإيمان في كثير من الآيات ، وهو يدخل في تعريف الإيمان : (( قول ، واعتقاد ، وعمل )) وبه تتحقق العبودية الحقة لله سبحانه التي من أجلها خلق الإنس والجن، وبه يتم معنى الخلافة في الأرض بإعمارها وإصلاحها ، وإفراد الله بالعبادة عليها، وبه تتحقق سعادة الأفراد والجماعة ، وبه يحصل الخير للمجتمعات ، وببذل الجهد والعمل الصالح صارت الدنيا مزرعة للآخرة . 2 - أن قيمة العمل في الإسلام مرتبطة بالأخلاق ارتباطاً وثيقاً ، حيث إن الأخلاق هي التي توجه العمل الوجهة الصحيحة ، فتقيد العمل بالصلاح والإتقان، وتقيد العامل بالإخلاص وبالمراقبة الداخلية ، وبالصبر والمصابرة وخشية الله عز وجل والتوكل عليه ….الخ . 3- بيان ضرورة العمل لكل قادر عليه ، لأن العمل استجابة لأمر الله ، فكل إنسان في المجتمع تطالبه شريعة الله بالعمل الصالح ، وبالمشي في الأرض لطلب الرزق في إطار قدرته وخبرته . وقد أودع الله في الكون موارد للثروة ، وأودع في الإنسان طاقة العمل الجاد ، والفكر المنتج ، وجاء الإسلام وأمر الإنسان أن يعمل ويعمر الكون وفق إرشاده الحكيم، وأن يستخرج الثروات لفائدته، وبذلك ترتقي الأمة وتتقدم حضارتها . 4- أن العمل في الإسلام لا يقتصر على عمارة الأرض بالنفع المادي فحسب – كما هو في الفكر الوضعي المعاصر - بل يسمو إلى ما فوق ذلك بكثير ، ألا وهو الحصول على رضا الله تعالى والنجاة في الآخرة .