آراء الإمام الخطابي الأصولية المتعلقة بالأحكام والأدلة الشرعية
Author
الخضيري، محمد بن أحمد
Abstract
قال إمام الحرمين –رحمه الله-: """"والصحابة –رضي الله عنهم- ما اعتنوا بتبويب الأبواب، ورسم الفصول والمسائل، نعم كانوا مستعدين للبحث عند مسيس الحاجة إليه متمكنين، وما اضطروا إلى تمهيد القواعد، ورسم الفروع والأمثلة؛ لأن الأمور في زمانهم لم تضطرب هذا الاضطراب"""". واستمر هذا العلم يُمارس من قبل أهل العلم، التابعون فمن بعدهم، دون أن تضبط نصوصه أو ترسم حدوده، حتى جاء الإمام محمد بن إدريس الشافعي –رحمه الله-(ت:204 هـ)، فوضع أول لبنة في تحديد معالم هذا العلم، وذلك حينما ألف كتابه (الرسالة). ثم بدأ هذا العلم ينمو شيئاً فشيئاً، فظهرت المؤلفات الأصولية المتعلقة بمسائل معينة، كالقياس مثلاً، كما ظهرت المؤلفات الأصولية الصغيرة، بالإضافة إلى الشروح، والحواشي، والتعليقات، على كتاب الرسالة، إلى جانب وجود عدد من المسائل الأصولية، التي تم بحثها في ثنايا كتب أخرى غير خاصة بهذا العلم، كشروح الأحاديث مثلاً. واستمر هذا العلم في النمو والتطور حتى نضج وبلغ أشده، في القرنين الخامس والسادس الهجريين، حيث ظهر جملة من العلماء، الذين كان لهم باع طويل في نضوج هذا العلم. وكان ممن أسهم في بناء هذا العلم، ووضع لبنة في صرحه المشيد، الإمام أبو سليمان، حَمْد بن محمد الخطابي، المتوفى عام (388هـ)، حيث أودع في كتابه (معالم السنن) كمًّا من المسائل الأصولية، المستنبطة من الأحاديث النبوية. ونظراً لقيمة هذا الكتاب العلمية؛ فإني رأيت أن أجمع المسائل الأصولية الموجودة فيه، وأدرسها دراسة أصولية، تطبيقية، مقارنة. وبما أن قسم الدراسات العليا الشرعية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، قد وافق على تسجيل موضوع يتناول جزءاً من المسائل الأصولية الموجودة في هذا الكتاب، وهي (المتعلقة بدلالات الألفاظ والتعارض والترجيح)، فقد رأيت أن أدرس المسائل المتعلقة بالأحكام والأدلة الشرعية، الموجودة في هذا الكتاب.