Abstract
تعتبر فترة القرنين الثامن والتاسع الهجريين من الفترات العلمية الزاهرة في بلاد اليمن , ذلك أنها شهدت أوج النضوج لنهضة الدولة الرسولية العلمية والثقافية وكانت الحركة العلمية بعضا من مظاهر تلك الدولة , وقد ساعد على ذلك وجود بعض الاستقرار النسبي في المجال السياسي , ما عدى بعض الاضطرابات التي كان يثيرها بعض الأمراء سواء من بني رسول أو من غيرهم وخصوصاً الأئمة الزيدية , أوبعض القبائل ولكن ما تلبث أن تخمد بفعل قوة سلطان الدولة. وكان من أبرز مظاهر الحركة العلمية في ذلك العصر هو تعدد المدارس التي انتشرت في العديد من المدن والهجر اليمنية وكثرة الطلاب والمعلمين فيها ونشاط العلماء في مجال التأليف والبحث العلمي . وظهر في بلاد اليمن علماء يماثلون العلماء الأفذاذ في الأقطار الإسلامية الأخرى , الذين جادت قرائحهم بمئات المصنفات، وبلغت المدرسة التاريخية اليمنية في هذا العهد مرحلة النضوج من حيث تنوع الموضوعات ، واختلاف الفنون التي طرقتها. وكان بين ثمار هذه المدرسة التاريخية كتاب """" طراز أعلام الزمن في طبقات أعيان اليمن """" لمؤلفه العلامة أبي الحسن علي بن الحسن الخزرجي (ت812 هـ/1409 م) والذي يعد من أبرز كتب التراجم التاريخية في اليمن التي نهجت في ترتيبها النظام الهجائي ( الألفبائي ) وهو من أوسعها وأشملها. والكتاب في مجمله كتاب تراجم لسلاطين وقضاة وفقهاء وأعيان اليمن, غير أن الكتاب قد تميز برصد تواريخ تراجم القرنين السابع والثامن الهجريين اللذين عاصرهما المؤلف. وقد جعل مؤلَّفه في ثلاثين باباً, منها ثمانية وعشرون لحروف الهجاء والبابان المكملان للثلاثين أحدهما للكنى والآخر للنساء الشهيرات في اليمن واوضح الباحث فى دلراستة من باب الخاء إلى باب الظاء.