المحسنات البديعية في الصحيحين دراسة بلاغية تحليلية /
Abstract
أسباب اختيار هذا الموضوع قد دفعني إلى بحث هذا الموضوع عدة أسباب أهمها : 1-عدم وجود دراسة بلاغية – حسب علمي – تناولت علم البديع بالبحث والدراسة في أحاديث رسول الله ، مع أنّ البديع يعد من أصول البلاغة ، فتناول هذا الموضوع بالدراسة وإبراز خصائصه المعنوية واللفظية ، من الدراسات التي تحتاج إليها البلاغة العربية . 2-إنّ الدراسة التطبيقية على كلام أفصح البشر ، لتشهد على حياة البلاغة العربية ، وأنّها قادرة على أداء وظيفتها على مر العصور ، وأنّ البلاغة العربية ليست مجرد قواعد جامدة مدونة في بطون الكتب . 3-كون البديع عنصرا مهما في الكلام ، ويشارك أخواه المعاني والبيان في تكوين الصرح البلاغي ، فدراسة هذا الموضوع وتطبيقه على كلام رسول الله ، وإبراز خصائصه ونكته البلاغية من خلال كلام أفصح الخلق أجمعين ، يعيد للبديع حقه ومكانته بين سائر علوم البلاغة . 4-خدمة البلاغة العربية والنهوض بها في ضوء الدراسات التطبيقية ؛ لأنّ علوم البلاغة من الوسائل التي تعين على فهم الكتاب والسنة ، وتدبر الوحيين واجب ديني على كل مسلم، وللوسائل أحكام المقاصد . وقد اخترت صحيحي الإمامين – البخاري ومسلم – ميدانا للبحث والدراسة ؛ لعلو مرتبتهما بين العلماء ، وتلقي الأمة لهما بالقبول ، وحسن تبويبهما الأحاديث النبوية ، واحتوائهما قدرا كبيرا من السنن القولية التي تظهر بلاغة الرسول . منهج البحث سأسلك في دراسة هذا الموضوع منهجا تطبيقيا تحليليا يقوم على ما يلي : 1-ذكر ترجمة مختصرة للإمامين البخاري ومسلم رحمهما الله ، مع إلقاء الضوء على الصحيحين باختصار . 2-تعريف كل لون بديعي أتحدث عنه ، مع يبان أقوال البلاغيين وآرائهم فيه ، ومناقشتها والموازنة بينها وترجيح ما أراه راجحا إذا لزم ذلك . 3-ذكر الشواهد الحديثية للون البديعي مع تحليلها تحليلا موسعا يتناول اللون البديعي ، وما يرشحه من فنون البلاغة فيها ، وبيان أثر ذلك في أداء المعاني وإيضاح المراد. 4-الاستعانة بشروح الصحيحين في إبراز النكت البلاغية لفنون البديع ، إضافة إلى ما يوجد في كتب البلاغة والأدب ، وما يهديني إليه ذوقي . 5-الاعتماد على لفظ البخاري في النص المستشهد به في غالب الأحيان ، فإذا لم يوجد موضع شاهد في لفظ البخاري ، أو لم يكن فيه صريحا ، فحينئذ أذكر لفظ الإمام مسلم . 6-تخريج الأحاديث المستشهد بها في الصحيحين مبينا الرقم التسلسلي لها في مواضعها. 7-ترجمة الأعلام الواردة في البحث . 8-لم أترجم للصحابة والتابعين الوارد أسماؤهم في البحث ، لوجود كتب مختصة في هذا المجال . 9-تخريج النصوص والشواهد الشعرية المستعان بها لإبراز النكت البلاغية في كلام رسول الله . 10-الاقتصار على الألوان البديعية التي ذكرها الخطيب القزويني في الإيضاح للأسباب التالية : 1- أنّ كتاب "" الإيضاح "" نال شهرة فائقة منذ عصر الخطيب ، وكان له أثر كبير في الحركة البلاغية .( ) 2- أنّ كتاب الإيضاح سيطر على مناهج التعليم والتأليف على مر العصور ، ومن الممكن القول بأنّ البلاغة العربية – في غالب الأحيان – منذ عصر الخطيب إلى يومنا هذا ، تعد امتدادا لمدرسته ، التي بدأت بشروحه ، والتعليق عليه ، ونظمه ، وشرح شواهده .... 3- أنّ الباحث يستفيد من خلال هذا الكتاب كثيرا من مصطلحات البديع ، لأنّ هذه المصطلحات كما وردت في الإيضاح ، هي في صورتها الأخيرة في الغالب ، وكما أنّ الباحث يستفيد من هذا الكتاب بعض التقسيمات والشواهد التي عرض لها الخطيب القزويني . 4- أنّ هذه الفنون التي وردت في الإيضاح لها تأثيرها ومكانتها في الأساليب ، وفي جمال النص ، وقد جرّد الخطيب كثيرا من الفنون البديعية التي لا قيمة لها في التعبير . خطة البحث يتكون هذا البحث من مقدمة ، وتمهيد ، وسبعة فصول ، وخاتمة تتلوها الفهارس ، وبيانها كالتالي : المقدمة ، وفيها بيان لأهمية الموضوع وخطته ، والأسباب التي دفعتني إلى دراسته ، والمنهج الذي سأتبعه في دراسته .