الثبات على الدين أسبابه وآثاره ومعوقاته جمع ودراسة /
Abstract
لقد شحذ همّتي وقوّى عزمي - بعد استخارة الله تعالى ، ثمّ استشارة أساتذتي- على اختيار هذا الموضوع جملة من الأمور أذكر من أهمها: 1- جدة الموضوع وكونه لم يقدّم في رسالة علمية من خلال المباحث العقدية حسب المنهج العلمي الذي سلكته تعنى باستقصاء القول في جوانبه ، وتحقيق مسائله،وتقريب مباحثه ، مع شدة الحاجة إلى ذلك ، فإنّ الثبات على الدين والاستقامة عليه حتى الموت ،هو المطلب الأسمى ، والمبتغى الجلل ، الذي يقف وراء كلّ الجهود التي يبذلها المسلمون في سبيل هذا الدين ، فكان لا بدّ من بيان مسائله ، وتقرير مباحثه ، وإيضاح حقائقه . 2- كونه من أهم مواضيع العصر التي تشتد الحاجة إلى معرفته ، فإنّ المسلم بحاجة إلى الثبات على دينه وخاصة في أوقات الفتن ، وفشوّ الجهل، وقلة العلماء ،إذ يكثر فيه التعرض للبدع و التأويلات الباطلة والقيل والقال المضلة ، في ظل إعجاب كلّ ذي رأي برأيه ، وكثرة خوض الرويبضة(1) في الأمور العظام ، فناسب كتابة هذا الموضوع لبيان منهج السلف- وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم- والتابعون لهم بإحسان. 3- وأيضًا لمّا كان تفسير الثبات على الدين يتبع معتقد مفسره ، فالمبتدعة من الفلاسفة والجهمية والمعتزلة ،والرافضة وغيرهم ، يفسرون الثبات على الدين ، بالثبات على ما هم عليه من البدع والضلال ، قال ابن أبي العز رحمه الله تعالى(2): (( وكلمّا بعد العهد ، ظهرت البدع ، وكثر التّحريف الذي سمّاه أهله تأويلاً ليقبل ، وقلّ من يهتدي إلى الفرق بين التّحريف والتأويل ...فاحتاج المؤمنون بعد ذلك إلى إيضاح الأدلة ، ودفع الشبه الواردة عليها )) (3) . فهذا مسلك المبتدعة في كلّ ما خالفوا فيه الجادّة ، ومن هنا كان لا بدّ من تناول موضوع الثبات على الدين بالدراسة والنظر، ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيا عن بينّة. 4- بيان ما للثبات على الدّين – بناء على ما هو مقرر في عقيدة أهل السنّة والجماعة – من ضوابط ،وثوابت ، وأسس ، منهجية ،علمية وعملية ، والذي هو الميزان الصحيح ، الذي يعرف به مدى ثبات الفرد والمجتمع على دين الله تعالى ،فكان الإلمام به ضرورة للفرد والمجتمع على حد سواء. 5- اشتمال الموضوع؛ على مسائل مهمة في العقيدة ، ومباحثها ؛ إلى جانب بيانه لما يقابل ذلك ،من أنواع البدع وصنوف الضلال من الغلو والتفريط ،والأهواء المضلة والآراء المدخولة . 6- شدة عناية السّلف بهذا الباب ، وفقههم للحاجة الشديدة إليه في كلّ وقت ، وتعليمهم لأتباعهم على ضوء تلك العناية ، مع عنايتهم بتلاميذهم على وفقه في التربية والتعليم بتأصيل أصوله لديهم ، فنفع الله بعلمهم أينما وقع ، إذ كانت الأصول صحيحة والمشارب صفوًا ، بخلاف من ورد الماء العكر ممّن قد جاء من بعدهم ، فخالف نهجهم القويم فَهُم مِن عِلم أقل وجهل طام في ظلمات من الضلال الحالكة يتخبطون . 7- تحقيق منهج السّلف ، القائم على الجمع بين الفقه في الدّين ،والعمل به ، في أبواب العقائد والعبادات ، والمعاملات ، مع الحرص على ذلك ، في ضوء الجمع بين النّصوص في جميع الأبواب ، و المسائل . 8- بيان خطورة الشبهات وآثارها الوخيمة ، في فساد الملل والعقائد . وتقرير منهج السلف في توقّيها ، مع بيان أثر ذلك في تحقيق الثبات على الدّين . 9- تقرير ضرر أمراض الشهوة ، وأنّها بريد الكفر،وبيان منهج السلف في الحذر من الوقوع فيها،مع بيان أثرها في فساد الفرد والمجتمع . â $£Jn=sù (#þqäî#y sø#yr& ª!$# öNßgt/qè=è% 4 ª!$#ur w Ïöku tPöqs)ø9$# tûüÉ)Å¡»xÿø9$# á ( ) . 10- كثرة الهجوم الفكري على العالم الإسلامي ، وتعاون الكفر ضدّ الإسلام وأهله بخرق صفوفهم من خلال الفضائيات بأنواعها وأشكالها ممّا يجعل الضرورة ملّحة إلى هذا الموضوع من أجل ضبط حقيقة هذا الدّين بتقرير جماله وكماله ورحمته للعالمين أجمعين . 11- تخبط كثير من المسلمين نتيجة قوة مورد الشبهات التي تبثّها الجماعات المنحرفة عن عقيدة أهل السّنة والجماعة ، فانتشر الفكر التّكفيري بأشكال وصور لم تعرف فيما قبل ، بجهود من أصحابها في كالات وتنظيمات عالمية يرعى بعضها دول عالمية كبرى ممّا يجعل المسلم في مهب تلك التيارات الجارفة في تيه من أمر دينه ، فكان لا بدّ من تناول الأمر من أصله من خلال الحق الذي كلّ ما سواه باطل ولا محالة : عقيدة أهل السّنة والجماعة .