أثر القضاء في الدعوة إلى الله تعالى في العصر العباسي
Author
الهذلول، صالح بن عبد الله
Abstract
تأتي أهمية الموضوع من خلال النقاط التالية : 1) المنزلة الرفيعة التي يتبوؤها القضاة سواء في نظر الشرع لأنهم يطبقون وينفذون أحكام الله تعالى في الناس ، أم في نظر الناس لما يتمتعون به من سلطة وصلاحيات، هذا إضافة إلى كونهم قدواتٍ بما يحملونه من علم في دين الله تعالى . 2) نظر القضاة أيام الخلافة العباسية في أعمال أخرى غير القضاء (( كالنظر في أموال المحجور عليهم من المجانين ، واليتامى ، والمفلسين ، وأهل السفه ، وفي وصايا المسلمين ، وأوقافهم ، وتزويج اليتامى عند فقد الأولياء والنظر في مصالح الطرقات ، والأبنية ، وتصفح الشهود والأمناء والنواب )) ( ) . فاتسعت ولاية القضاء ومهمة القاضي ، وعمقت دور القضاة في الحياة العامة ، الأمر الذي يجعل بحث الموضوع ضرورة كبيرة 3) توسع الفرق المخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة ، وامتداد نشاطها أيام الخلافة العباسية ، ودخول الفلسفات الهندية والفارسية واليونانية ، أثرت على حياة الكثير من المثقفين ـ فضلاً عن العامة ـ فألقى ذلك على عاتق القضاة مهمة مزدوجة طرفها داخل مجلس القضاء فصلاً في المشكلات الفكرية ؛ كتلك التي عقدت للحلاج4) إسهام القضاة أيام العباسيين في الخطب والتدريس ومجالس الوعظ وتأليف الكتب رسخ حضورهم في ميادين الدعوة المتعددة ، مما يدل على أن البحث من الأهمية بمكان ، وأنه جدير بالدراسة المتأنية التي تكشف دور القضاة في ذلك العصر في الدعوة إلى الله تعالى . 5) القضاة هم أولى وأكفأ من يقوم بمهمة سبر أحوال المجتمع ، كما أنهم الأقدر على خطاب كافة طبقات المجتمع ؛ لأن طبيعة عملهم تمنحهم الخبرة والدراية في معرفة حال الناس ولأن القضاة هم الأقرب إلى إصابة الحكمة ؛ بما يحملونه من علم في شرع الله تعالى . وبيان تلك المعاني ، وتجليتها ، أمرٌ مهم ليقتدي الخلف بالسلف . ولا بأس أن يسوق الباحث الأسباب الضرورية.