آراء أبي سعيد الإصطخري الفقهية جمعاً ودراسة /
Author
عبد الرحمن، عبد الباسط حاج.
Abstract
ترجمة أبي سعيد الإصطخري :: هو الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى بن الفضل بن بشَّار بن عبد الحميد بن عبد الله بن هانئ بن قَبيصة بن عمرو بن عامر. كنيته: أبو سعيد. المعروف: بـ""الإصطخري. وكان مولده في سنة أربع وأربعين ومائتين من الهجرة النبوية (244هـ) الموافق سنة ثمان وخمسين وثمانمائة ميلادية (858م). لم أجد في المصادر التي ترجمت لأبي سعيد الإصطخري واطلعت عليها ذكرَ نشأته وأسرته وطلبه للعلم، ورحلاته العلمية، إلا أن المصادر تفيدنا أنه عاش في بغداد، وتوفي فيها، ودفن. وأبو سعيد الإصطخري عاش في فترة ما بين عام 244-318هـ. وعاصر منذ ولادته إلى وفاته أحد عشر خليفة من بني العباس. وكان عصره متميزاً بنهضة علمية وثقافية وفكرية قوية، وهو عصر ازدهار العلم. وقد عاش في هذا العصر أيضاً عدد كبير من المفسرين، والمحدثين، والفقهاء، واللغويين، والمؤرخين، وغيرهم. عاش أبو سعيد الإصطخري أربعة وثمانين (84) عاماً، حافلة بالعطاء، في سبيل نشر العلم، والقضاء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحسبة. ونرجو له من الله العلي القدير الجواد الكريم القبولَ، والثوابَ، والمغفرةَ. وبعد تلك السنين العامرة، وافت المنية الشيخ أبا سعيد الإصطخري سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة هجرية (328هـ)، الموافق سنة أربعين وتسعمائة ميلادية (940م) بمدينة السلام (بغداد)، ودفن بها. رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان، وألحقه بالصديقين والشهداء والصالحين، إنه جواد كريم. مكانته العلمية: بلغ أبو سعيد الإصطخري ذروةً في علم الفقه والحديث، وكان من كبار العلماء في زمانه الذين برعوا في الفقه والقضاء والحسبة، حتى عرف بها كلها. مناصبه الوظيفية: وقد تولى أبو سعيد الإصطخري عدداً من المناصب، منها : أولاً: ولاية القضاء. وقد أسند إليه ولاية القضاء في بعض المناطق، أنه ولي قضاء ""قُم""، وقضاء ""سجستان"". ثانيا: ولاية الحسبة. فقد ولي الحسبة في ""بغداد"". آثاره العلمية: ومن الآثار العلمية التي خلَّفها أبو سعيد الإصطخري :: 1)كتاب الأقضية، أو أدب القضاء. 2) الفرائض الكبير. 3) الشروط والوثائق والمحاضر والسجلات. 4) الجامع في الحساب. 5) شرح ""الجبر والمقابلة"" لأبي كامل شجاع. ولكن لم أقف على واحد منها مطبوعا أو مخطوطا، ولعلها صارت في عداد المفقود من تراثنا الإسلامي. منزلة رأيه الفقهي: كان أبو سعيد الإصطخري يتمتّعُ بشَخصيةٍ فقهيةٍ اجتهاديةٍ أَهَّلَتْهُ لأن يكون من أصحابِ الوجوهِ في المذهب. وهذه المنزلة (أصحاب الوجوه) هي المرتبة الثالثة من مراتب المجتهدين، بعد المجتهد المطلق والمجتهد المنتسب. ويشهدُ لذلك ما نُقل عنه من آراءٍ كثيرة في مسائلِ الفقهِ، بعضها على خلافِ مَشهُور المذهبِ، وبعضها خرَّجَ فيه كلّياً عن جميعِ أقوالِ المذهبِ الشافعيّ متبعاً في ذلك الدَليل، وآخذاً بما أدَّاه إليه اجتهادُه. وقد كان لهذه الآراءِ الفقهيةِ وزنٌ واعتبارٌ لدى الفقهاء؛ لإسهامِها الكبير في إثراءِ الفقه. ولا نَنْسَى التنويهَ إلى أنه حالَفَه الصوابُ في بعضِ هذه الآراءِ، وخَالفه في أخرى. وقد ترك الإمام أبو سعيد الإصطخري ثروة فقهية كثيرة، متمثلة في كثير من الآراء الفقهية في مسائل متفرقة ومتناثرة، وقد ذكرت له في ثنايا البحث 241 اختياراً، وأنه من الباحثين عن الدليل، يرجّح حسب ما ظهر له من الأدلة. وقد ذكرت في البحث أن قوله هو المذهب في (64) مسألة، وقوله هو الراجح في (37) مسألة، مما خالف فيه المذهب. وأنه كان متحرراً من عقدة التعصب المذهبي، فمع مكانته في الفقه الشافعي إلا أنه خالف المذهب في (177) مسألة، من أصل (241) مسألة. ومع هذه المكانة التي اكتسبها أبو سعيد الإصطخري : إلا أنه لم يوجد كتابٌ مستقلٌ منشورٌ يتكلمُ عن مكانتهِ، أو يقدِّمُ دراسةً وافيةً لآرائه الفقهية، إلا ما ذُكر في فِهرسِ الرسائلِ والأطروحات في الجامعاتِ العراقيةِ الذي صدَر في عامِ ألفٍ وأربعِمِائةٍ واثنينِ وعشرينَ للهجرة (1422هـ) أن بعضَ الإخوةِ قد سَجَّل في بغداد رسالةً عن آرائهِ الأصوليةِ، ورسالةً عن مكانتهِ الفقهية. لذا قمتُ بجمعِها ودراستِها لإبرازِ جوانبِ القوَّةِ فيها والضعفِ في أطروحَتِي هذه لنيلِ درجة العالِميَّةِ العالِيَةِ ( الدكتوراه )، سائلا الله التوفيق والسداد، والمعونة والرشاد.