الكائن والممكن في بنية الخطاب الشعري الجاهلي
Author
عسيري، أحمد بن ملبس بن محمد
Abstract
تسعى هذه الدّراسة إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين الكائن والممكن، في بنية الخطاب الشّعريّ الجاهليّ بوصفها علاقة بين الذّات والموضوع، أو بين عالم القول وممكنات القول، ومن ثمّ بين واقع القول وإمكانات التّفاعل معه أو الانفعال به، وذلك للوقوف على مدى تفاعلهما في إنتاجيّة نصوص الخطاب الشّعريّ الجاهليّ، وإسهام كلّ منهما في تشكيل هويّته الشّعرية، ومن ثمّ، الوقوف على مدى توافر نصّ الخطاب الشّعريّ الجاهليّ على أهم شروط إنتاجه وتلقّيه؛ تاريخيّاً ومجتمعيّاً. ولقد جاءت الدراسة تبعا لتلك الغاية في تمهيد وثلاثة فصول مسبوقة بمقدمة، ومذيلة بخاتمة ضمت أبرز النتائج التي توصلت إليه الدراسة. _x000D_
حاولنا في التمهيد تتبع مفهوم الكائن والممكن في المعجم العربي والمعجم الفلسفي بحثا العلاقة بين الشعر والفلسفة التي من شأنها أنها تسهم في تشكيل الكينونة الشعرية للذات الشاعرة والكشف عنها في آن معا في مستويين على الأقل: الوعي الشعري، والوجود الشعري. وخلصنا إلى أن الكائن: هو المتحقّق الوجود في الأعيان أو في الأذهان، ويمثّل موضوعاً لتجربة الشّاعر. أمّا الممكن: فهو كلّ ما يسعى الشّاعر إلى قوله وتجسيده في تجربته الشّعريّة، فهما إذن مصطلحان يعبّران عن هويّة الذّات الشّاعرة ويجسّدان حضور كينونتها الشّعريّة المتفرّدة. بينما خصصنا الفصول الثلاثة لدراسة أنماط الوجود الشعري وتجليات العلاقة بين الكائن والممكن انطلاقا من مقام التلفظ قد اتخذت ثلاثة أنماط كبرى، وهي: نمط التفاعل والجدل مع الكائن: حيث تجد الذات الشاعرة ذاتها مطوقة بسلطة القبيلة مرتهنة لشروطها، فتسعى جاهدة إلى تحويل تلك السلطة من أفقها السلطوي الأحادي إلى أفق السلطة المتعدد الذي يتحقق به الانتماء وفقا لمنطق الحرية. ونمط الانسجام مع الكائن: وفيه تنتج القبيلة بوصفها سلطة تصنيفا هرميًّا لأفرادها يتحقق به شرط الانتماء بوصفة شرط ضرورة يمنح الذات هويتها، وينبني بموجبه النسق السوسيو-ثقافي. ونمط التعالي على الكائن: وفيه تتحول الذات إلى ذات "ترفض واقع التلفظ الخارجي، بما في ذلك الواقع الاجتماعي أو التاريخي والهرب منه أو الانسحاب إلى ما يعليه عليه" أو مواجهته قصد تفكيك نظامه وتقويض اركانه؛ لتبني على انقاضه نظاما لعالمها الممكن._x000D_
Note
إشراف : د. عبدالحميد سيف احمد الحسامي.