موقف طه عبدالرحمن من خطة التعقيل في القراءة الحداثية للقرآن الكريم- دراسة تحليلية عقدية
Author
الشهراني، نوره سعيد عبدالرحمن
Abstract
تعرضت الدراسة الحالية لبيان وجهة نظر المفكر والفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن حول قضية التعقيل؛ محاولة منه صد هجمات المغرضين والحاقدين وممن حارب هذا الدين من خلال الطعن في أسسه ومحاولة هدم أركانه، ويأتي القرآن الكريم في مقدمة ذلك، ومن هنا اجتهد الفيلسوف والمفكر طه عبد الرحمن لصد افتراءات الحداثيين، حول القرآن الكريم بخاصة والتراث العربي بعامة، مفندا ما أسموه خطة التعقيل، والتي تنطلق نحو محاولات إخضاع الكتاب العزيز للعقل البشري._x000D_
وقد اعتبر طه عبد الرحمن أنّ التعامل العلمي مع الآيات القرآنية لا يُضعف التفاعل الديني معها، مؤكد أن هذا التعامل العلمي لا يُخِلّ بالفعل الحداثي، إضافة إلى أن هذا التعامل يوصل إلى تحقيق الإبداع الموصول. وبتحقق هذه الملاحظات يقرّر الفيلسوف والمفكر طه عبد الرحمن أن التعقيل في هذه الخطة يكون أكثر تغلغلًا في الحداثة منه في خطة التعقيل المقلّدة؛ إِذْ مقتضى التعقيل المبدع تقوية مبدأ التدبر الذي دعت إليه الآيات القرآنية، وبهذا تتم قراءة النصّ قراءة تفاعلية جدلية تجمع بين الروح والمادة._x000D_
ومن هذا العرض يتبين لنا كيف أن طه عبد الرحمن قد وضع خطة التعقيل لمواجهة تلك الدعوات الحداثية الجديدة، وقد تبين لنا من خلال هذه الدراسة كيف أن تلك الخطة لم تأت مضادة لما جاء به القرآن، وإن بدت تلك الخطة على غير ذلك، فالنظرة الأولية لتلك الخطة قد توحي بذلك إلا أن التغلغل في مداخلها يُظهر لنا أنها خطة تدفع قدر الاستطاعة عن هذا النص الحكيم افتراءات الحداثيين. أضف لذلك أن صاحبها قد كرَّس جهده للدفاع عن النص الحكيم، ولتكوين حائط صد ضد تلك الهجمات المتتالية والمتعاقبة عليه والتي قد طالت السنة الشريفة ونالت منها؛ إذ الاثنين معا يشكلان البناء الرئيس لهذا الدين الحنيف، ولعل هذا ما يفسر لنا توالي سهام المغرضين عليهما، فبهدمهما ? أو أحدهما ? هدم لهذا البنيان، وأنى لهؤلاء أن ينالوا من دين الله تعالى حين يُسخر الله تعالى لهذا الدين من يدافعون عنه وينافحون كفيلسوفنا طه عبد الرحمن ومن نهج نهجه من علماء الأمة._x000D_
Note
إشراف : د. خالد حسن محمد البعداني.