شرح الإلمام بأحاديث الأحكام من بداية الحديث الثاني من باب الآنية إلى نهاية الحديث الخامس من باب السواك لابن دقيق العيد تحقيقا ودراسة وتخريجا /
Author
الربيع، ياسر بن عبد العزيز
Abstract
وكان من علماء الأمة المبرزين الإمام الحافظ العلامة محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري الشهير بابن دقيق العيد (ت 702 )- رحمه الله- الذي برع في علم الحديث رواية ودراية ، وأصبحت آراؤه وأقواله واختياراته ومؤلفاته محطَّ أنظار العلماء واهتمامهم ، فقد وُهِب ذكاء نادراً وفهماً ثاقباً وملكة علمية غزيزة المثيل ، حتى عُدَّ من مجددي المائة السابعة . وقد شهد له بتميزه وعلو كعبه مَن عرفه وعاصره وترجم له . هذا وقد ألف هذا الإمام سفراً في أحاديث الأحكام سماه ( الإلمام بأحاديث الأحكام ) يُعد من أجل ما صنف في أحاديث الأحكام بشهادة العلماء -رحمهم الله -حيث يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 ) –رحمه الله -عنه : ""هو كتاب الإسلام""( ) وقال : ""ما عمل أحد مثله ولا الحافظ الضياء ولا جدي أبو البركات""( ) . ثم إن الإمام ابن دقيق العيد -رحمه الله - قد تمم هذا السفر الجليل بشرح أحاديثه ، فأتى فيه بالعجائب الدالة على سعة تبحره في العلوم كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر (ت 852)- رحمه الله بقوله : ""وصنف الإلمام في أحاديث الأحكام وشرع في شرحه فخرج منه أحاديث يسيرة في مجلدين أتى فيهما بالعجائب الدالة على سعة دائرته خصوصاً في الاستنباط""( ). ومع أن الكتاب لم يَكْمُل شرحاً إلا أنه عُدَّ مرجعاً للعلماء في فنون شتى ، فقد ذكر الزركشي (ت 794 )-رحمه الله- أن التأليف في علم أصول الفقه قد ختم بشرح الإلمام ( ) !! وحيث افتتح قسم السنة وعلومها كتاب (شرح الإلمام بأحاديث الأحكام) مشروعاً لطلاب الدراسات العليا لنيل درجة الماجستير تحقيقاً ودراسة وتخريجاً ؛ ورغبة مني في المشاركة في شرف خدمة هذا الكتاب الجليل . فقد اخترت لنيل درجة الماجستير العمل في تحقيق وتخريج ودراسة جزء من هذا الكتاب من أول الحديث الثاني في باب الآنية إلى نهاية الحديث الخامس من باب السواك ، فكان عنوان البحث هكذا : ( شرح الإلمام بأحاديث الأحكام لابن دقيق العيد من بداية الحديث الثاني من باب الآنية إلى نهاية الحديث الخامس من باب السواك تحقيقاً ودراسة وتخريجاً ) . وكان من أسباب اختياري لهذا الموضوع : 1- مكانة مؤلف الكتاب العلمية ، ورسوخ قدمه في علم الحديث رواية ودراية ، وعلم الفقه وأصوله ، وكذا علوم العربية . ويظهر ذلك جلياً في مؤلفه النفيس شرح الإلمام . 2- قيمة الكتاب العلمية ، فقد أسبغ عليه العلماء -رحمهم الله- عبارات الثناء والإعجاب ، وقد قدمت سلفاً قول الحافظ -رحمه الله- . 3- الكتاب شرح فيه مؤلفه أحاديث متنوعة المصادر ، وهذا فيه خدمة لبعض الأحاديث المدونة في كتب السنة التي لم تشرح ، أو التي شرحت شرحاً غير واف . 4- الرغبة في إكمال عقد تحقيق الكتاب ، إذ يقع هذا الجزء المراد تحقيقه بين الرسالة التي تقدم بها فضيلة الشيخ فهيد بن محمد الهويمل ، والرسالة التي تقدم بها فضيلة الشيخ د. بسام بن عبد الله الغانم . 5- احتواء القسم المراد تحقيقه على أحاديث متنوعة وضعاً وموضوعاً . وهذا فيه دربة للباحث علميةً وعمليةً على خوض غمار هذا العلم .