Abstract
فإن هذا البحث دراسة بلاغية لصفات المؤمنين في القرآن الكريم من جوانب كثيرة، أهمها وأظهرها: أثر حروف المعاني في ربط الصفات بمعاني الآيات، ثم الخصائص الصوتية لحروف الكلمة لما لها من مقدرة على تصوير الصفة وإبراز معانيها بكل ما في الحروف المكونة لها من حيث صفاتها ومخارجها ودلائلها الصوتية، كما بينت الدراسة أن الجمال الصوتي قد انبثق من اتساق الحروف وائتلاف حركاتها وسكناتها ومداتها وغناتها واتصالاتها، كذلك أظهر البحث جمال الصفات من خلال التناوب بين أصوات أواخر الكلمات بالياء والنون وبالواو والنون للتعبير عن المؤمنين، ثم بالألف والتاء للتعبير عن صفات المؤمنات، مما جعل الصفات تُبرز المؤمنين وقد تلبسوا بها حقيقةً، فكما ظهر جمال الأقوال اتضح صدق الأفعال، وكذلك دُرست الصيغة وأثرها في سياق الآية، ومدى ارتباطها بالسورة كلها. والبحث يقدم كل ذلك من خلال صور التعبير المتنوعة بواسطة علم البيان والمعاني والبديع – وبمختلف الفروع – كما أوضحت الدراسة الجانب الوجداني بالإضافة إلى وسائل التشويق، والإثارة، والتنبيه، ولا يخفى أثر القصة في بيان صفات المؤمنين أفراداً وجماعات، رجالاً ونساءً، إنساً وجناً، ولقد توجهت العناية إلى ما بين الآية والصفة من تناسب، وما بين الآيات بعضها ببعض، ووجه ارتباطها بالسورة أو السور الأخرى، وهو ما يعرف بعلم المناسبة، ولقد دُعمَ ذلك بالشواهد القرآنية؛ مما ترتب عليه نتائج كثيرة ومتعددة، أهمها أن صفة الإيمان هي الأكثر وروداً، وكان التعبير عنه بالنور على سبيل الاستعارة؛ وذلك بجمع الآيات المتناظرة بعضها إلى بعض، وهو ما يعرف بمراعاة النظير، ويلي صفة الإيمان في الكثرة صفة النفقة، ولقد كان للتشبيه التمثيلي بالحبة في التعبير عنها دور في إظهار أهميتها وبيان الهدف منها. وبعد الدراسة ظهر الفرق في التعبير بين الاسم الموصول وبين (ال) التعريف في قوله تعالى:﴿الذين آمنوا﴾، و﴿المؤمنون﴾. ومما يجدر ذكره أن صفات المؤمنين نجوم مزهرة في سماء الإيمان، لا يحصيها عدٌّ؛ لأنها منتثرة في آيات القرآن الكريم، وبين أقوال المصطفى وأفعاله ﷺ. ولقد ظهرت معاني صفات المؤمنين من خلال موضوع المتشابه اللفظي؛ فكانت نوعاً متميزاً لم يرد في الكتب المتخصصة، ومن الموضوعات التي جاءت ملفتة للنظر الأسلوب الحكيم، وظهر من خلاله ما يجب أن يكون عليه المؤمن من حسن التصرف في المواقف المختلفة، وخاصة ما يخص الدعوة إلى الله تعالى، وظهرت صفات المؤمنين متباينة في السور المكية عن المدنية، كما تميزت صفات المؤمنين بمنهج آخر في موضوع الصفات الضمنية، وغير ذلك من النتائج والتوصيات.