مسؤولية الدعاة تجاه الطلاق دراسة تأصيلية ميدانية /
Author
الفارس، محمد صالح عبد الرحمن،
Abstract
أهمية الموضوع وأسباب اختياره: شرع الله سبحانه وتعالى الطلاق رحمة منه ومنّة لا يلجأ لها المؤمن الواعي إلا كحل أخير. وقد بين الله تعالى ونبيه محمد ـ ـ المنهج السوي للحياة الزوجية وسبل استدامة نعمتها كما بين الحلول والعلاج لما يطرأ عليها من مشكلات وخلافات. وعندما تصل الحياة الزوجية إلى طريق مقفل، يتعذر معه استمرارها وبعد أن تفشل جميع وسائل العلاج، ويصبح الإبقاء على رابط الزوجية شاقاً وعسيراً بحيث لا تتحقق معه الأهداف والحكم الجليلة التي أرادها الله سبحانه وتعالى يأتي الطلاق نعمة من الله، ليتخلص به الزوجان من المفاسد والشرور التي قد تترتب على بقاء حياة كريهة بغيضة، وليستبدل كل منهما بزوجه زوجاً آخر قد يأتلف معه ويتبادل معه المودة والرحمة مصداقاً لقوله تعالى • ( ) وإن ما نشاهده اليوم ونسمعه من كثرة الطلاق في المجتمع الإسلامي وازدياد نسبته بدرجة كبيرة حتى أصبح قضية من أخطر القضايا التي تهدد المجتمع الإسلامي، وذلك لما له من آثار مدمرة على الأسرة والمجتمع، ليس بسبب تعذر استمرار الحياة الزوجية ووصولها إلى طريق مقفل ليس له حلول وعلاج، وإنما أصبح الطلاق عند الكثير سلاحاً يشهر، ويستخدم لأبسط الأسباب مما يدل على وجود خلل، وأنه لا بد من مواجهة هذه القضية الكبيرة، وما ينتج عنها من آثار، والتي لا يكاد أن يخلو بيت من بيوت المسلمين إلا وقد تعرض لها ولآثارها السيئة. وبما أنه يجب على المجتمع بمختلف فئاته القيام بمسؤولياته تجاه هذه القضية العظيمة ومنها مسؤولية الدعاة إلى الله حيث يقع على الدعاة مسؤولية كبيرة في علاج هذه القضية حسب المنهج الرباني، وذلك ببيان السبل الواقية من التعرض للأسباب المؤدية للطلاق وصيانة البيت المسلم من التصدع ومعالجة الطلاق من أول مراحله، أو التخفيف من آثاره بعد وقوعه ولأهمية إبراز تلك المسؤولية، وكذلك أهمية التعرف على مدى قيام الدعاة بمسؤولياتهم تجاه هذه القضية، وبعد الاستخارة والاستشارة عقدت العزم وتوكلت على الله للقيام ببحث هذا الموضوع ( مسؤولية الدعاة تجاه الطلاق) وأسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد لما فيه الخير والصلاح. وبالإضافة لما سبق فقد اخترت هذا الموضوع للأسباب التالية: 1 - إن قضية الطلاق من أخطر القضايا التي يشكو المجتمع الإسلامي المعاصر من آثارها السيئة. 2 - حاجة المجتمع لمعالجة قضاياه حسب منهج الخالق الذي هو أعلم بمن خلق، وبما يصلح خلقه قال تعالى. ( ) 3 – جدة الموضوع: لم أجد بعد البحث والتحري دراسة دعوية مستقلة لهذا الموضوع، وما وجدته من دراسات تناولته من الجانبين، الفقهي والاجتماعي. 4 - ما لمسته من معاناة المجتمع من كثرة حدوث الطلاق، حيث أن آثاره واضحة في كافة المجتمعات. 5 – حاجة المختصين وأفراد المجتمع لدراسة دعوية لهذه القضية؛ لإبراز المنهج الدعوي لعلاج هذه القضية. 6 – الإسهام في وقاية المجتمع من ارتفاع نسبة الطلاق، وذلك ببيان مسؤولية الدعاة نحو هذه القضية.