النوازل الفقهية وأحكامها في الطهارة والصلاة
Author
القرافي، باسم بن محمد سعيد،
Abstract
فقد اتخذت الشريعة مسلكين في بيان أحكامها: أولهما: النصوص الخاصة: وذلك في ثوابت الحياة التي لا تقبل التغير، ولا التجدد. وثانيهما: النصوص والقواعد العامة: في ما يقبل التغير، والتجدد على مر العصور. وبهذا حوت الشريعة الغراء كل نوازل العباد "" فليست تنزل بأحد من أهل الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها "" (1) . ومن منطلق شمول الشريعة لجميع مستجدات الحياة، واستيعابها لمتغيراتها؛ أضع اليوم بين يدي أساتذتي ومشايخي الأفاضل هذه الرسالة العلمية بعنوان: ( النوازل الفقهية وأحكامها في الطهارة والصلاة ) لمحاولة استقراء منهج الإسلام في معالجة القضايا المستجدة، وجمع القواعد والأصول النافعة في بحث المسائل النازلة. مع جمع ما تفرق من المسائل في هذا الباب، وتفصيل ما أوجز، وتأصيل ما تقرر وهي من مقاصد التأليف المعتبرة عند العلماء. وسيكون هدفي من هذه الرسالة بعون الله وتوفيقه تحقيق مطلبين: هدف الرسالة: 1- محاولة استلهام، واستخلاص منهج الإسلام في علاج القضايا المستجدة. وذلك من خلال الاستقراء التاريخي لمراحل الفقه الإسلامي، ودراسة مواقف العلماء في التعامل مع المسائل النازلة في عصورهم. 2- جمع ودراسة النوازل المختصة بالطهارة والصلاة. أهمية الموضوع وأسباب اختياره: كما قيل ""شرف العلم من شرف المعلوم "" وهذه الرسالة لها تعلق بأسمى شعائر الدين وهي الصلاة وما يتعلق بها من طهارة، بل وفي جانب مهم منها وهو المسائل النازلة التي لم يبحثها الفقهاء السابقون، أو تحدثوا عنها لكن استجد في عصرنا ما يدعوا إلى بحثها و إعادة النظر فيها. مع بحثها عن منهج التصدي لدراسة النوازل المعاصرة، وما يتعلق به من قواعد وأصول جامعة. أسباب اختيار الموضوع: لقد كانت الأسباب التي دعتني لاختيار هذا الموضوع والكتابة فيه كثيرة ومتعددة ومنها: 1-كثرة المتغيرات في هذا العصر، والثورة العلمية الحديثة في وسائل التقنية ( كأساليب تنقية المياه، وأجهزة الحساب الزمني، ووسائل النقل ) مما أدى إلى حدوث كثير من النوازل التي يحتاج الناس إلى بيان حكم الله فيها. 2-توجه عامة الباحثين إلى البحث في جانب العقود والمعاملات؛ ولا ريب أن ذلك التوجه له أسبابه الوجيهة، لكن جانب العبادات أيضاً هو بحاجة إلى مزيد من البحث في نوازله، ومتغيراته ومن هذا المنطلق كانت هذه الرسالة. 3-التوجه المحمود عند كثير من الجامعات في إقرار مادة ( فقه النوازل ) ضمن مقرراتها فكان ذلك من الدوافع للإسهام في هذا الميدان. 4-قلة التآليف في هذا النوع من الفقه، وبشكل أخص في جانبين أساسيين منه: الجانب الأول: الدراسة النظرية لفقه النوازل. الجانب الثاني: والنوازل في العبادات. إذ إن جل ما كتب فيه هو فتاوى مبثوثة في كتب العلماء المعاصرين وفتاويهم، بالإضافة إلى بعض البحوث التي نشرت في بعض المجلات العلمية تناولت مسائل مفردة بالبحث والمناقشة . 5-الرجاء أن تكون هذه الرسالة بداية لعمل أكبر يعتني بهذا الفقه ويجمع شتات مسائله وأبحاثه.